السؤال
السلام عليكم..
أعاني من الخجل منذ أن كان عمري 16 سنة، فلم تعد حياتي كما كانت سابقا، فقد بلغ الخجل شدته لدرجة أنني أخجل حتى من أهلي.
كما أعاني من القلق والاكتئاب, فما عدت أستطيع تحصيل دروسي، بل إنني في رسوب دائم وغياب كثير عن المجتمع والجماعة, فأنا منطوي ومنعزل منذ 8 سنوات، وأريد أن أخرج من ذلك العالم إلى عالم آخر, فلم أعد أحتمل هذا وأكثر.
فكرة الانتحار قد خطرت في بالي، ولكن عندما أريد أن أقدم على ذلك أتردد ثم أرجع, أريد الدواء الذي يشفي هذه العلل -بإذن الله- فأنا في مدينة لا توجد بها عيادة نفسية، ولا أستطيع الذهاب إلى طبيب؛ لأني لا أملك المال, أرجوكم أرشدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعتقد أن مشكلتك الأساسية هي هذا الانغلاق الاجتماعي الذي فرضته على نفسك، وقد يكون فات عليك أنك في عمر كله حيوية وطاقات وشباب، عمر يتمناه الكثير والكثير جدا من الناس.
أنت علاجك ليس في الدواء، نعم الدواء قد يساعد، لكن الأمر الضروري هو أن تعيد تقييم حياتك، وأريدك أن تمسح تماما من مخيلتك مفهوم الاكتئاب، وحديثك عن الانتحار أزعجني كثيرا، لماذا -أيها الشاب الكريم– أنت مسلم، أنت قوي، أنت لديك طاقات، والأمر كله بيدك؛ لأن الله تعالى استودع فينا طاقات كاملة، هذه الطاقات من أجلها نتغير، انظر لمعظم الشباب حولك (يجتهدون، يسعون لتحصيل العلم، حريصين على تواصلهم الاجتماعي، بر والديهم، يرتادون المساجد، يمارسون الرياضة) هذه هي الحياة التي يجب أن تعيشها، أنت يجب أن تغير مفاهيمك، ويجب أن تكون لك إرادة، ويجب أن تستفيد من الوقت، ولا تضيعه، وتقسم يومك بأنشطة مختلفة، وتلزم نفسك بالتطبيق، ما الذي يمنعك من تحصيل دروسك؟ العلم نور، والقراءة جميلة، واكتساب المعرفة ليس هنالك أفضل منه.
أنت مفاهيمك سلبية، هذه هي مشكلتك، فأرجو أن تغيرها، وفي ذات الوقت عليك بالصحبة، الخلة الطيبة، يجب أن تخالل الفعالين من الشباب، أصحاب الهمم العالية، أصحاب الدافعية، لا تتراخى أبدا.
هذا هو الذي أنصحك به، وهذا هو المهم بالنسبة لك.
أما الدواء فلا أعتقد أنه سوف يساهم مساهمة كبيرة في علاج مثل حالتك؛ لأن مشكلتك هي الفكر السلبي وليس المزاج السلبي، المزاج السلبي ثانوي جدا، فإذا غيرت أفكارك وأعطيت نفسك فرصة للتغيير هنا تستطيع أن تنطلق انطلاقة جديدة وممتازة جدا.
بالنسبة للدواء: هنالك دواء معروف يسمى (بروزاك) ويسمى علميا باسم (فلوكستين)، إن تحصلت عليه فتناول كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عنه، ربما يساهم بعض الشيء في تحسين مزاجك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.