طفلي يعاني من ارتفاع حرارة وضمور وتشنج، ما نصيحتكم؟

0 498

السؤال

السلام عليكم

جزيتم خيرا على هذا الموقع، كم أفاد من مسلم في حياته العلمية والعملية، والله إني استفدت الكثير منه، أسأل الله أن يسدد خطاكم، ويوفقكم ويعينكم على معاونة إخوانكم.

ابني له 10 أشهر طبيعي، وولادته طبيعية، حدث له إسهال منذ ما يقارب 3 أسابيع، وبعد ذلك ذهبت للمستوصف لتطعيمه الحمى الشوكية والحصبة المفردة للشهر التاسع، وحدث له ارتفاع في درجة الحرارة، استمرت أسبوعا، وذهبت إلى الطوارئ أكثر من ثلاث مرات، وشرحت الحالة لهم، ولكن لا جدوى، تعطيني (أدول) فقط! وبعد جدال مع الدكتور قرر بأن يكتب له تنويما، ونوم ثلاثة أيام، لكن حالته تدهورت كل وقته نائم، وحرارته لا تنزل عن 38 درجة وأجلسه ويسقط ولا يثبت نظره علي! لا يتحكم بعينيه.

قال الدكتور: بأنه يوجد لديه جفاف بسيط، وجرثومة في البراز، فلما رأى حالته طلب مني سحب النخاع على قوله: بأنه يشك بأن الطفل حدث له التهاب في الرئتين، مما أدى إلى التهاب في المخ، التهاب السحايا، فرفضت، وذهب به إلى العناية المشددة، وحدث له تشنج مرتين متتاليتين تقريبا 2-3 الدقيقة، وأعطاه بالوريد ديزبام للتشنجات.

هل سيتكيف عليه مع الوقت? وبقينا 9 أيام، وعمل الدكتور أشعة الرنين المغناطيسي، وقال: يوجد عنده نقص الإمداد الدموي في الدماغ ischemia.

الآن ابني لا يتحكم بشقه الأيسر، عكس الأيمن، يوجد عنده رعشة بيده ورجله، وعيناه (تترأرأ) لليسار بشدة، والحمد لله قلت (الرأرأة)، ويتحكم بعينيه، ولكن ألاحظ أن فيها اهتزازا، إذا أراد أن ينظر لليسار يلف رقبته وإذا التفت إلى اليمين يلف رقبته ثم يلف عينيه، ولكن بفضل من الله أنه يجلس ويحبو، ويقف ممسكا بالكنب.

أريد منكم أن تشرحوا لي ما هذا المرض؟ وهل له مضاعفات وتأثيرات مستقبلا؟ وهل تتكرر التشنجات لا قدر الله?

أريد أن أعرف ما أسباب ذلك؟ مع العلم بأنه قبل ما ترتفع حرارته حبا الطفل على الكلوركس، هل له علاقة? وهل له علاقة بالتهاب السحايا? هل هو معدي? والآن يعطى (ديباكين) مرتين في اليوم.

هل سيتكيف عليه مع الوقت؟ فله أكثر من أسبوعين وهو يستخدمه، هل يؤثر على السمع والنطق والنظر؟ مع العلم بأن الدكتور يقول: الحمد الله أن حالته هكذا؛ لأنه بحالة تحسن، والذين يصابون بمثل هذا تأتيهم أضعاف مثل ذلك، وعلاجه يقول: بالعلاج الطبيعي، ما علاجه?

أرجو أن تفيدوني، فهذا بكري، فأنا كنت لا أدري بأن الطفل لا يطعم أثناء مرضه! لاحول ولا قوة إلا بالله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

من الواضح أن الطفل أصيب بالتهاب دماغي، سواء التهاب بخلايا المخ (Encephalitis) وهذا الأغلب في ظني، أو التهاب بالأغشية المخية (السحايا)(Meningitis)

الخلايا المخية خلايا عصبية مركزية، وقد خلقها الله سبحانه وتعالى بطبيعة خاصة، وهي أنها لا تنقسم، ولا تتجدد، ففقدان أي خلية لأي سبب: من عدوى، أو التهاب، أو بعد نزيف، أو تعرض لنقص الأكسيجين؛ سيؤدي إلى تلف في نسبة من الخلايا، وهذا يظهر جليا عندما نصور الدماغ عن طريق الرنين المغناطيسي.

لكن الحديث عن مستقبل الطفل أو كيف ستكون حالته: ربما يكون من الصعب على أي طبيب في العالم أن يحدد ماذا سيكون عليه حال الطفل؟ وذلك لأن للمخ البشري إلى الآن أسرارا لم يستطع العلم تفسيرها، وهناك بعض الأماكن في المخ البشري لم تعرف وظائفها إلى الآن! وقد تظهر الأشعة بعض الضمور في خلايا المخ، ويكون الطفل في وضع عصبي وحركي جيد، وقد يكون هناك ضمور ويعاني الطفل من إعاقة حركية أو ذهنية أو كليهما.

تلك الحالات تختلف من حالة إلى أخرى، ولكن لأكون صريحا هناك علامات غير إيجابية قد ذكرتها، وهي: مشكلة ضعف الحركة في الجانب الأيسر من الجسم، ووجود تشنجات عصبية تحتاج للعلاج، ووجود تغيرات بأشعة الرنين المغناطيسي.

تلك الأمور تجعلنا نتوقع أن يكون الطفل متأخرا حركيا، ونتمنى أن تكون درجة التأخر أقل ما يمكن، وضعف الجانب الأيسر يحتاج للعلاج الطبيعي، والذي يحتاجه الطفل أن يخضع لجلسات عديدة، ويحتاج إلى الصبر والوقت.

علاج التشنجات هام جدا حتى لا تحدث تشنجات عصبية؛ حيث يرتبط مع حدوث التشنجات نقص أكسجين على خلايا المخ، ولذلك نتحمل أي آثار جانبية لعلاج التشنجات؛ لأن فوائد منع التشنج أكثر من الآثار الجانبية المحتملة للدواء.

العلاج يجب أن نحافظ عليه بانتظام، ونعدل الجرعة مع ازدياد وزن الطفل، ونعمل بعض التحاليل مع استعمال الديباكين، مثل: وظائف الكبد كل ثلاثة أشهر، ويستمر العلاج لمدة سنتين على الأقل من آخر مرة حدث فيها تشنج عصبي، ويجب أن نتابع مع طبيب متخصص في الأمراض العصبية عند الأطفال.

الديازيبام يستخدم أثناء نوبات التشنج لإيقافها، ويستخدم في المستشفى، ولا مشكلة في ذلك على الطفل، ولا علاقة للكلوروكس بما وصفتيه من مشكلات، بالطبع الكلوروكس يسبب تناوله بالفم مشكلات تنفسية حادة، والتهاب رئوي، والالتهاب السحائي في هذا العمر ليس من النوع المعدي؛ لأن الميكروب مختلف، وإن كنت أظن أن الطفل أصيب بالتهاب مخي، وعن طريق فيروس.

مثل هذه الحالات تحتاج إلى الصبر، وبذل المجهود مع الطفل، ونترك المستقبل ليكون بيد الله وحده، وهو من بيده كل شيء.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات