تحدث لي تنهدات في الصدر تقلقني بشدة وتجعلني أوسوس

0 470

السؤال

مشكلتي: منذ فترة جاءني تلبك شديد في المعدة وتقلصات وغازات، وبعدها صارت تحدث لدي تنهدات داخلية في الصدر لا أعلم سببها، وكلما تحدث لدي كنت أشعر بغصة في صدري، وكره لكل الدنيا من حولي، لدرجة أني أيقنت أني سأموت عن قريب، وصرت أوسوس، ودخلت في حالة اكتئاب وخوف وهلع كلما تحدث لي هذه التنهيدات في صدري.

تقريبا تحصل عند البلعوم وتنزل لأسفل قليلا، يعني: بنفس مجري التنفس، علما بأنه لا يوجد عندي أي ضيق تنفس لكن أشعر بمثل الدوخة الغريبة مع هذه التنهيدة، بصراحة جدا أخاف منها، وكانت تحدث على فترات متقاربة، وحاليا خفت قليلا ولم أعد أركز معها بعدما استمررت على الرقية الشرعية.

علما بأني عند سجودي كنت أحس بشيء مثل الهواء ينزل إلى تحت، هل السبب نفسي؟ وهل يلزم عرض نفسي على طبيب ومنظار؟

وللعلم فإن نفسيتي في الحضيض، ولدي خوف وهلع شديد من الموت وأي شيء، وعند الرقية أخبرني الشيخ بأن بي عينا خفيفة.

السؤال: ما سبب هذه التنهيدة الغريبة في صدري، لأنها تحصل مثل المطب تقريبا، وغير مؤلمة لكن تخيفني.

وأحس عندما آكل أي طعام بأنه يزعجني ويقف في صدري، هل أحتاج لطبيب عضوي أو نفسي؟

يرجى الإجابة لأن الهلع والخوف سيدمرني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

بغض النظر فيما إذا كانت عندك أعراض بدنية، وفيما إذا احتجت لطبيب عام لمعاينة بعض الأعراض الهضمية وغيرها، إلا أنه من طرفي أقول: إن عندك ما يكفي لنتحدث في الأمور النفسية: كالاكتئاب، والخوف، والقلق والهلع... والتي وردت في سؤالك.

ووجود الأعراض البدنية من هضمية وغيرها لا ينفي أن تتعارض مع الأعراض النفسية والعكس صحيح، ففي كثير من الأحيان يمكن للأمرين أن يترافقا معا.

أنصحك بمراجعة طبيب داخلية لتقييم الحالة الهضمية وبعض الأعراض التي وردت في سؤالك، وهو يمكن أن ينصح بالتشخيص ومن ثم العلاج.

وأما من الناحية النفسية: فيبدو وكأن ما حدث معك هي حالة من الخوف أو الرهاب، مع نوبة ذعر أو هلع.

وقد يترافق هذا الخوف أو الارتباك ببعض الأعراض العضوية كالتعرق، والإحساس وكأنه سيحصل معه شيء خطير، وقد يحاول الشخص الإسراع بالتنفس؛ لأنه قد يشعر بضيق التنفس وكأنه سيختنق، ومجموعة هذه الأعراض قد نسميها نوبة الذعر أو الهلع.

وفي معظم الحالات، تكون هذه مرحلة عابرة وينمو الشخص ويتجاوزها، وخاصة عندما يتفهم طبيعة هذه الحالة بحيث لا يعود في حيرة من أمره، وهو لا يدري ما يجري معه، فهذا الفهم والإدراك لما يجري، وأنه حالة من نوبات الذعر، ربما هي الخطوة الأولى في العلاج والشفاء.

وقد يفيدك التفكير الإيجابي بالصفات والإمكانات الحسنة الموجودة عندك، كذلك أن تحاولي ألا تتجنبي الأماكن الخاصة التي تشعرين فيها بهذه النوبات؛ لأن هذا التجنب قد يزيد الأعراض ولا ينقصها، والنصيحة الأفضل أن تقتحمي مثل هذه الأماكن، ورويدا رويدا ستلاحظين أنك بدأت بالتأقلم والتكيف مع هذه النوبات.

وإذا استمرت الحالة أكثر ولم تستطيعي السيطرة عليها؛ فيمكنك مراجعة الطبيب النفسي الذي يمكن بالإضافة للعلاج المعرفي السلوكي -والذي يقوم على ما سبق ذكره- يمكن أن يصف لك أحد الأدوية التي يمكن أن تخفف وتعين، وإن كان العلاج الأساسي يقوم على العلاج السلوكي المعرفي.

وفقك الله ويسر لك الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات