السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قبل أن أبدأ أحب أن أقدم لكم الشكر الجزيل لما تقومون به من عمل، وأسأل الله أن يجزيكم بالخير الجزيل.
أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، التحقت بسوق العمل مؤخرا، وأعاني من مشكلتين، وهما: التأتأة في الكلام، والاكتئاب، فالتأتأة أعاني منها منذ الصغر، ولكن في هذه الفترة الأخيرة ازدادت عندي بشكل كبير وملحوظ، وفي السابق كانت التأتأة تقل أمام الغرباء وبعض الأصحاب، وتزداد أمام أهلي وبعض الأقارب، أما الآن فقد أصبحت أمام الجميع وبشكل كبير، وأمام الأشخاص الذين لم أكن أتأتئ أمامهم إلا قليلا جدا، وأصبحت أشعر بخوف كبير عندما أريد أن أتكلم، وأحاول دائما تجنب الكلام، وأتأتئ حتى في أسهل الكلمات، حتى في اسمي الذي لم أكن أجد صعوبة في نطقه، ويصاحب التأتأة تزايد في ضربات القلب، وحبس النفس.
وفي الفترة الأخيرة أيضا أصبحت أشعر بالاكتئاب الشديد، والقلق، والتوتر، واليأس، والإحباط، والانطواء، وشعور بالتعب والإعياء عند بذل أي مجهود، وقلة التركيز، وكثرة النسيان، وقد كان الاكتئاب سابقا يأتيني على فترات، ويذهب لفترات، أما الآن فباستمرار، وأصبحت كثير من أموري معطلة، وحصلت على عدة وظائف جيدة، ولكني لم أذهب؛ بسبب الخوف من المقابلة الشخصية.
أتمنى منكم أن تدلوني على العلاج المناسب، ويا حبذا لو يكون سريع المفعول؛ لأني تعبت كثيرا، وإذا كان هناك دواء يستخدم قبل المناسبات أو المقابلات الشخصية لتخفيف القلق والتوتر؛ فأتمنى أن تدلوني عليه، ولكم جزيل الشكر والتقدير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
التأتأة والتلعثم في الكلام حين يكون أكثر حدة عند المواجهات والمقابلات الاجتماعية، هذا قطعا مرتبط بما يسمى بـ(قلق الأداء)، وهو نوع من القلق الاجتماعي.
العلاجات الدوائية متوفرة لمثل هذه الحالة، والأدوية المضادة للمخاوف مثل عقار (زيروكسات) تعتبر أدوية جيدة جدا، والآن هنالك دراسات تشير أنه حتى بعض الأدوية المضادة للذهان مثل عقار (أولانزبين) بجرعة صغيرة تفيد أيضا في مثل هذه الحالات، والذي أستحسنه هو أن تذهب إلى طبيب ليصف لك الدواء حسب ما هو متوفر.
أما بالنسبة للأدوية الإسعافية؛ فهي كثيرة، منها: عقار (إندرال)، وعقار (زاناكس) وتفاعلات الناس وردود أفعالهم لهذه الأدوية تختلف من شخص إلى آخر؛ حيث إننا نعرف أن جسم الإنسان يتعامل مع هذه الأدوية بصورة خاصة جدا، يعني أن الفوارق الشخصية معروفة ومثبتة.
إذا أيها الفاضل الكريم: حين تقابل الطبيب سوف تجد منه كل الإرشاد والتوجيه، ومهمتنا هو أن نبشرك بأن العلاج متوفر وموجود، وسوف تستفيد منه كثيرا، وقطعا عقار زيروكسات يساعدك أيضا في تحسين التركيز، وزوال الاكتئاب والقلق، والتوترات النفسية.
وفي ذات الوقت نحن ننصح دائما بممارسة تمارين الاسترخاء في مثل هذه الحالات، فأرجو أن ترجع لاستشارة رقم (2136015) وفي ذات الوقت يجب أن تحقر مبدأ الخوف هذا، ولا تراقب نفسك أثناء الحديث والكلام، وحاول أن تتكلم بصوت مرتفع نسبيا، وبتؤدة، وبهدوء، وعلم نفسك أن تربط ما بين التنفس والكلام، وحين تأخذ نفسا عميقا قبل بداية الكلام هذا قطعا يسهل عليك كثيرا.
كثير جدا من الإخوة الذين يعانون من التأتأة استفادوا كثيرا من مدارسة القرآن مع المشايخ الكرام؛ لأن تعلم التجويد ومخارج الحروف ومداخلها قطعا يساعد الإنسان على الطلاقة والانطلاقة في الكلام، فاجعل لنفسك حظا من هذا، وفي ذات الوقت عليك بحضور المناسبات، ومشاركة الناس في أنشطتهم الاجتماعية، والحرص على الرياضة الجماعية؛ فهذا كله يعطيك إن شاء الله فرصة كبيرة جدا لأن تذوب مخاوفك، ومن ثم ينطلق لسانك.
أسأل الله تعالى أن يحلل هذه العقدة من لسانك، وكن أكثر ثقة في نفسك، وأنا على ثقة تامة أن مشكلتك سوف يتم علاجها وتداركها تماما.
وانظر علاج التلعثم والتأتاة سلوكيا: (265295 - 266962 - 280701 - 2102145).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.