السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه للإسلام والمسلمين، وأود أن أستشيركم في أمر الزواج.
عمري 47 سنة، كل من تقدم للزواج بي يكون عمره ما بين 70 سنة إلى 74 سنة، وأنا محتارة في هذا الأمر، ولكن أخيرا تقدم لي رجل متدين عمره 74 سنة، وأنا محتارة جدا، ماذا أفعل؟ هل أقبل به أم لا؟ وهل هذا الفارق في السن يعتبر مشكلة في الحياة الزوجية؟
أريد الرد في أقرب وقت، وجزاكم الله خيرا، وجعل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل، ونتمنى أن توافقي فورا على الزواج من هذا الرجل، فإن العبرة في الرجل ليس بسنوات عمره، والرجل يستطيع أن يعطي بعد هذا السن، فلا تترددي في القبول به إذا كان صاحب دين، وصاحب خلق، وصاحب سمعة طيبة، واعلمي أن الحب والرغبة لا تعرف الأعمار، فهي تمتد مع الإنسان خاصة إذا كان بصحة جيدة، فإن عنده استعداد في هذا السن إلى أن يتزوج.
فلا تترددي في القبول به إذا كان شخصا مناسبا، واعلمي أن المرأة فعلا بحاجة إلى رجل يكرمها، والرجل أيضا بحاجة إلى امرأة تقدره وتكرمه، والإنسان يأنس بهذه العلاقة بين الزوجين، ومهما كان عمر الزوج – أو الزوجة – فإن وجود هذه المشاعر النبيلة والدفء العاطفي يمكن أن يحقق سعادة للإنسان في حياته.
فإذا كان هذا الرجل مناسبا – أكرر: صاحب دين وصاحب خلق –، وعنده قدرة على المسؤولية، وتجدين في نفسك ميلا إليه؛ فلا تترددي في القبول به، واعلمي أن الحب – كما قلنا – لا يعرف فوارق العمر، وأن المرأة يمكن أن تسعد مع رجل في هذا السن، أو أكبر من هذا السن، والرجل كذلك يمكن أن يسعد مع امرأة في سنه أو أكبر أو أصغر، وهذه مسائل تكلم الناس عنها كثيرا، والمتابع لأحوال الناس يجد بعد هذا العمر الكثير، سواء كان في الرجال أو في النساء، تحصل بينهم زيجات، ويكملوا مع بعضهم مشوار الحياة، ونسأل الله أن يسعدك بطاعته، وأن يهيأ لك من أمرك رشدا، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
والأمر في هذه المسألة متروك لك، والإنسان لا ينظر إلى رأي الناس، وكثير من الصحابة تزوجوا في هذا السن وبعد هذا السن، وأنجبوا الأولاد، وكانت لهم ثمار من هذا الزواج، ونعتقد أن الحياة الزوجية فيها دفء، وليس العبرة بمجيء الأولاد فقط، ولكن المرأة لا تأنس إلا إلى رجل يكرمها ويتودد إليها والمرأة كذلك، فكأن المرأة والرجل كل واحد يبحث عن نصفه الآخر ليحقق لنفسه السعادة ودفء الحياة الزوجية، كما قل الله: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة}، ولاحظي بأنه سبحانه لم يقل: لتسكنوا معها، بل قال: {لتسكنوا إليها}، ليشمل السكن النفسي والجسدي والاجتماعي والأمن والطمأنينة، إذا فهو معنى كبير {لتسكنوا إليها}.
ثم قال: {وجعل بينكم مودة ورحمة}، هذه المودة يجعلها الله تبارك وتعالى، كما قال ابن مسعود: (إن الحب من الرحمن، وإن البغض من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم، {وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون})، إذا فلا مانع من الناحية الشرعية.
ونحن ننصح بعدم التردد في القبول بالرجل، وإكمال المشوار إذا كان الرجل مناسبا كما أشرنا، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية، ونكرر ترحيبنا بك في الموقع، ونشكر لك هذه الثقة، ونبشرك بأننا في خدمة أمثالك من الفاضلين والفاضلات، ونسأل الله أن يعيننا جميعا على طاعته.