أعمل في المحاماة وأفتقد الثقة بالنفس وفن التعامل مع الآخرين.

0 283

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب حديث التخرج أعمل في المحاماة، لا أجيد فعلا وحقيقة فن التعامل مع الناس (الآخرين) مما حدا بي إلى حب العزلة والاجتناب للمواقف الاجتماعية بصفة عامة، وأيضا تندر علاقتي مع من حولي من الجيران وسكان الحي الذي أقيم فيه حتي وصفت بالمتكبر ذي الأنفة.

أفتقد للثقة بالنفس بشكل كبير، ولكني أثق بالله أكثر من نفسي، رزقني الله عز وجل بالشكل والخلقة الوسيمة والمظهر الطيب، فدعمت بهما ثقتي المفقودة أمام الناس وخصوصا الجنس الناعم منهم، والذي أيضا لا أجيد بل أفتقد لرفق التعامل معهن.

اعتمدت على هذا الشكل الطيب خلال سنوات الجامعة، وبعد التخرج أراد الله لي أن يضعف شعر رأسي وأفتقد كثافته ومظهره الذي تعودت عليه، مما جعل الثقة بداخلي أكثر انحسارا وأكثر تلاشيا.

عزوفي عن التعامل مع الناس أفقدني شجاعة الكلام والحديث في وجودهم، أتهم نفسي دائما بعدم قدرتي على الكلام، وهذا سبب لي اضطرابا وظيفيا في المحاماة (مهنة التعامل والكلام مع الناس).

والدتي تقول لي دائما: الذي عليه أنت الآن وهم وخرافات وهواجس لا وجود لها، والذي جعلك تشعر بذلك حسد وإصابة الناس لك بالعين؛ حيث كنت أجمع بين الشكل والمظهر الطيبين؛ بالإضافة إلى السمت الإسلامي: اللحية، والالتزام أثناء دراستي الجامعية، مما جعل الكثير ينبهر وهكذا.

أجيد التفوق الدراسي وكنت الأول على دفعتي لعامين، أيضا أجيد القراءة واستخدام المفردات والألفاظ المعقدة، وأكتب بشكل جيد، وأستمع أيضا للمشايخ ولأهل العلوم الأخري؛ مما طبع لساني بحب الكلام المعقد، والذي أستخدم فيه مصطلحات وعبارات -بدون وعي- غامضة ومعقدة تجعل من حولي يسيئون فهمي.

لا تنس -جزاك الله- سابق قولي فيما يخص اتهام نفسي، وأصدق ذلك بفقداني لبعض القدرة على الكلام، وإحساسي وشعوري بالتلعثم والتعتعة، وعزوفي عن الاختلاط بالناس يؤدي إلى مزيد من فقدان القدرة على الحديث والحوار ومرونة اللسان عند الكلام، أصبح الأمر فيه من التعقيد.

الحمد لله، أدعو الله كثيرا وأتقرب إليه، جزاك الله خيرا قارئي، وأرجو الإهتمام بالرسالة، والسلام عليكم ورحمة الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: الحمد لله أنك أكملت دراستك بتفوق وبدأت التدريب في مجال المهنة، فنريد منك أيضا تغيير إحساسك ومشاعرك لكي تتوافق مع المرحلة الحالية التي لها متطلبات تختلف عن المراحل السابقة، فأنت الآن أصبحت في مقام المسؤولية والاستقلالية في الرأي والفكر واتخاذ القرار، ولتكن معاييرك ومقاييسك مبنية على الجوهر وليس المظهر، وبما أنك ملتزم دينيا فتذكر دائما أن الله تعالى ينظر إلى قلوبنا وليس إلى أشكالنا وصورنا.

اجعل الناس تحبك من أجل معاملتك الطيبة لهم وليس من أجل مظهرك؛ لأن المظهر قابل للتغيير كلما تقدم الشخص في العمر.

موضوع الثقة بالنفس -كما ذكرت- هو: سبب مشكلتك الرئيسة، وإذا زادت ثقتك بنفسك ستكون إن شاء الله أكثر جرأة ومبادأة، وللتغلب على المشكلة نرشدك بالآتي:

1- التزم بفعل الطاعات، وتجنب فعل المنكرات، لتقوى العلاقة بينك وبين المولى عز وجل، فإذا كنت مع القوي فستكون -إن شاء الله- أقوى ولا تخاف من أي مخلوق.

2- قم بتعديد صفاتك الإيجابية وحبذا لو كتبتها وقرأتها يوميا.

3- لا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل انظر إلى من هم أقل منك واحمد الله على نعمه التى خصك بها.

4- حاول أن تضع لك برنامجا تدريبيا يوميا تقوم فيه بتحضير مادة معينة أو درسا معينا وقم بإلقائه في غرفة خالية ليس بها أحد أو بها من تألفهم، ولاحظ على نفسك التغيرات التي تحدث لك في كل مرة وقم بتسجيلها أوتسجيل درجة القلق والتوتر التي تشعر بها في كل مرة، واجعل لها مقياسا من (1 إلى 10) حيث إن الدرجة عشرة هي أعلى درجات القلق، ثم اجتهد في كل مرة أن تنخفض هذه الدرجة إلى أقل ما يمكن لاستعادة الثقة النفس؛ وبالتالي التغلب على مشكلات الكلام.

حفظك الله ووفقك.

مواد ذات صلة

الاستشارات