السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر جهودكم، وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم، أنا فتاة بالغة من العمر 26 سنة، متزوجة وحامل في الأسبوع 32، طبعا هذا حملي الأول، وأراجع الطبيبة، وحاليا أستخدم فيتامينات.
عندي استفسار هو: أني لأول مرة أقوم بالكشف على نفسي من أسفل باستخدام المرآة، ولاحظت وجود لحمية صغيرة لونها ما بين الوردي والأبيض في الجهة اليسار من الداخل، وليس لها أي بروز من الخارج أبدا، في البداية حسبتها إفرازات، فحاولت مسحها، هل هي طبيعية أم هي شيء يخوف؟
الإفرازات عندي أعتقد أنها طبيعية أحيانا تكون لزجة بيضاء، وأحيانا تميل للأصفر الباهت، ولا توجد أي روائح، أو حكة في المنطقة، مع تقدمي في الحمل.
أصبحت أشعر بوجع وقت الجماع، وبعده أشعر بحرقة تزول بعد عدة دقائق، هل الجماع خطر في هذه المرحلة؟ لاحظت أيضا أن الحمل سبب لي اسمرارا بالمنطقة الحساسة بشكل كبير، ويضايقني، فماذا أستطيع أن أستخدم لتفتيحها الآن؟
آخر استفسار: متى أستطيع معرفة ما إذا كنت سألد طبيعيا أو قيصريا؟ وهل هناك نصائح أعملها من الآن فتساعدني على الولادة الطبيعية؟
سامحوني على الإطالة، ولكني قلقة جدا من كثرة التفكير، وأصابتني حالة من الضيق، وجزاكم الله كل الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم هديل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرد لك الشكر بمثله، ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما، ونرحب بتواصلك مع الشبكة الإسلامية.
وبالنسبة لما شاهدته من قطعة لحمية وردية اللون، فهي على الأغلب قطعة من غشاء البكارة، ومع الحمل يحدث انتفاخ وتوذم في المهبل والفرج، بما في ذلك بقايا غشاء البكارة، فتتضخم قليلا وتتدلى، وفي الحمل أيضا تكثر الإفرازات المهبلية بفعل الهرمونات المرتفعة، فإن كانت هذه الإفرازات بلون أبيض أو أصفر باهت، ولا تسبب رائحة كريهة, ولا تسبب حكة، فتعتبر إفرازات طبيعية تماما، حتى لو كانت غزيرة، ووظيفة هذه الإفرازات هي تشكيل سدادة تغلق عنق الرحم، وتحمي كيس الجنين من صعود الميكروبات.
بالنسبة للجماع إن كنت تشعرين بعده بتقلصات رحمية، فهنا قد يكون خطرا؛ لأنه قد يسبب ولادة باكرة، أما إن كان لا يسبب لك أي تقلصات في الرحم, وكان ما يحدث هو شعور بالحرقة فقط، موضع في المهبل والفرج، فهنا لا يكون الجماع خطر، وهذه الحرقة سببها حدوث بعض التسلخات في جدران المهبل، ومدخل الفرج بسبب الاحتكاك الحادث أثناء الجماع.
وخلال الحمل يزداد إفراز صبغة الميلاتونين في كل مناطق الجلد في الجسم، وخاصة في المنطقة التناسلية، ولذلك يزداد لون المنطقة اسودادا، وهذه التغيرات تتراجع كثيرا بعد الولادة، لكنها قد تحتاج لوقت، وهذا يتبع لون البشرة وشدة التصبغ, فكلما كان لون البشرة داكنا، كلما كان الاسوداد أكثر، وكلما طالت الفترة اللازمة لتتراجع، وفي بعض الحالات تبقى بعض التصبغات دائمة، ولا تتراجع وهذا يعود لعوامل وراثية.
وخلال الحمل لا يجوز استخدام كريمات التفتيح في أي مكان من الجسم، والمنطقة التناسلية بالذات، فالحمل هو بحد ذاته يزيد التصبغ، ولن تجدي الأدوية نفعا في حال وجود السبب، كما أن استخدام أدوية التفتيح لا يعطي النتائج المرجوة منها في المنطقة التناسلية، بل قد يسبب حدوث حساسية وإكزيما تؤدي إلى زيادة التصبغ أكثر.
وإن كان كل شيء يسير بشكل طبيعي، فيمكن في أوائل الشهر التاسع، أي حوالي ( 37 أسبوع ) القول بأن الولادة ستكون طبيعية -إن شاء الله- لكن هذا يبقى توقعا فقط، وهو غير مضمون؛ لأن الولادة الطبيعية هي محصلة لعدة عوامل، منها ما له علاقة بالجنين، ومنها ما له علاقة بالأم، فقد يحدث أي ظرف طارئ -لا قدر الله- خلال المخاض عند الجنين، ضعف في النبض مثلا، أو عند الأم عدم اتساع الرحم مثلا، مما يستدعي عمل قيصرية إسعافية.
النصائح التي نقدمها في مثل هذه الفترة من الحمل:
1- الحفاظ على تغذية جيدة ومتوازنة تضمن الزيادة الطبيعية فقط في الوزن وعدم تجاوزها.
2- ممارسة تمارين رياضية بسيطة جدا وأحسنها رياضة المشي البطيء مدة نصف ساعة إلى ساعة يوميا، وهذا بعد دخول الشهر التاسع, فهذا يقوي عضلات الحوض، ويحسن التروية الدموية فيها، ويرفع من فرصة الولادة الطبيعية.
3- تفادي حدوث فقر في الدم عن طريق تناول الأطعمة الغنية بالحديد وتناول الفيتامينات المخصصة للحامل.
4- تناول الملح بكمية معتدلة, لتفادي حدوث حبس السوائل خارج الأوعية.
5- الإكثار من السوائل المفيدة كالعصائر والحليب للحفاظ على تروية جيدة للمشيمة.
6- تفادي الوقوف والجلوس لفترات طويلة، مع تفادي الحركات الرتيبة لفترة طويلة، ورفع الساقين إلى مستوى القلب عند الجلوس، أو النوم الذي يجب أن يكون على الجانب الإيسر قدر المستطاع.
7- النوم خلال الليل لا يقل عن 7-8 ساعات مع أخذ قيلولة خلال النهار.
8- الانتباه لحركة الجنين يوميا، ويجب عد الحركة في الصباح بعد تناول الفطور بنصف ساعة إلى ساعة، ويجب ألا تقل الحركة عن 10 حركات في اليوم.
9- يفضل تقليل الجماع إلى مرة في الأسبوع على الأكثر حتى لو كانت السيدة لا تشكو من أي عرض بعد الجماع، لتفادي حدوث الالتهابات، كما يفضل أن يتم استخدام الواقي الذكري إن كان الجماع يتكرر بتواتر أكثر.
وفي النهاية أحب أن أقول لك ولأخواتي وبناتي السائلات بأن الحمل لا يعتبر مرضا، بل هو حالة فيزيولوجية طبيعية يمر بها جسم المرأة الذي خلق مؤهلا لهذه المهمة -بإذن الله تعالى-.
نسأل الله عز وجل أن يتم لك الحمل والولادة على خير.