كيف أجدد الإيمان وأغلب وسواس النفس وأحسن اتخاذ القرار؟

0 492

السؤال

السلام عليكم..

1- ما الذي يضعف إيمانك ويقينك بالله؟ وما الذي يجعله في أعلى درجاته؟

2- كيف أتغلب على وسواس النفس؟

3- ما بالك بشخص كان لا يضيع فرض جماعة ثم ينقص تدريجيا، ثم أصبح يصلي في المنزل ثم انقطع ما الحل؟!!

4- عندما يقابلني أمر احتار فيه أقف مع نفسي وأتروي، وأقول الأمر في سري، فإذا ارتحت له كان قلبي مطمئنا، وأشعر بسكينة في كل جسدي، وإذا لم أسترح له أشعر بألم طفيف في الصدر بالتحديد في القلب، وسبحان الله لم يخيب معي أبدا، ولكن في بعض الأحيان أجد نفسي محتارا ومتزعزعا ولا أستطيع أن أتخذ القرار، ما تفسيره؟ وما الحل عند الحيرة؟

مع العلم أن الأوقات التى أحتار فيها تكون علاقتي بالله ضعيفة، وبالرغم من هذا في بعض الأوقات وليس كلها أجد نفسي قادرا على اتخاذ القرار لكن بعد وقت طويل، وبصعوبة، وبعد تكرارها أكثر من مرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ انا ضد الانقلاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعلك من عباده الصالحين ومن أوليائه المقربين.

وبخصوص ما ورد في رسالتك من سؤالك: ما الذي يزيدك في إيمانك ويقينك بالله تعالى؟ وما الذي يجعلك في أعلى درجاته؟

أولا: الذي يزيد في الإيمان ويزيد في اليقين ويجعل الإنسان في أعلى الدرجات إنما هي الطاعة، فعليك بتنفيذ أوامر الله تبارك وتعالى، وأومر الله عز وجل على قسمين: فروض مفروضة فرضها الله تعالى، وسنن مسنونة سنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم– فعليك بالتزام ذلك؛ لأن كل طاعة تؤديها تزيد في إيمانك وتزيد في يقينك وترفع في درجاتك، ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم– يقول: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط) يعني هذه الأعمال تعدل الجهاد في سبيل الله.

إذا هذه الأعمال ترفع الدرجات، وكذلك أيضا الخطوات إلى المساجد وسائر أعمال الدين، فعليك بأعمال الدين، وبذلك يزيد الإيمان؛ لأن كل عبادة شرعها الله تبارك وتعالى تزيد في الإيمان بنسبة معينة وفق ما قدره الله تبارك وتعالى، ولذلك قال الله تبارك وتعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} فالإيمان هنا بمعنى الصلاة، ولذلك عليك أن تجتهد في هذه الأعمال الطيبة حتى يمن الله عز وجل عليك بزيادة الإيمان.

كذلك أيضا مما يزيد الإيمان ترك الحرام حياء من الله تبارك وتعالى؛ لأن الله تبارك وتعالى قال: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما} فعليك بترك الكبائر والصغائر، وعليك بترك المحرمات والمكروهات، فإن ذلك مما يزيد في الإيمان ويرفع درجة العبد.

كذلك تجنب الشبهات، فإن الحرام بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات، فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام، ومن تجنب الشبهات تجنب الحرام، وزيد إيمانه ويقينه ورفع من درجاته وحط من سيئاته.

كيف تتغلب على وسواس النفس؟ هذه مسألة تحتاج إلى مجاهدة، ومعنى المجاهدة: أنك تنظر في وسواس النفس، فإذا كان ضد دينك وشرعك تحاول قطعا أن تقاومه وألا تستسلم له. أما إذا كان الأمر لا يتعارض مع الشرع فلا مانع من ذلك؛ لأن الوساوس منها ما هو محرم ومنها ما هو مباح.


تقول: ما بال بشخص كان لا يضيع فرض جماعة ثم ينقص تدريجيا حتى انقطع عن الصلاة؟ هذه كله بسبب ضعف الإيمان، ولذلك نقول لهذا الشخص: حاول أن تجاهد نفسك، أن تحافظ على الصلوات في أوقاتها، والذي يعينك على ذلك إنما هي الصحبة الصالحة، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تصاحب إلا مؤمن، ولا يأكل طعامك إلا تقي) ويقول -عليه صلاة الله وسلامه-: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل) فعليك بالصحبة الصالحة والجلوس مع إخوانك الطيبين؛ لأن هؤلاء عند ذكرهم تتنزل الرحمات، ولعل الله تبارك وتعالى أن ينفعك بصحبتهم؛ لأنهم سيعينوك على طاعة الله تعالى، كما قال الله تعالى في قصة موسى عليه السلام مع أخيه هارون عندما طلب موسى من الله تعالى قائلا: {واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري * كي نسبحك كثيرا * ونذكرك كثيرا * إنك كنت بنا بصيرا}.

فعليك بالصبحة الصالحة -بارك الله فيك– فإنها ستقضي على هذه المسائل كلها، وسوف تعينك على أن تكون صالحا مستقيما؛ لأنك إن لم تستحي من الله تعالى فقد تستحي من إخوانك، وبالتالي ستعان على الطاعة.

مع الأعمال التي أشرت إليها بتنفيذ أوامر الله تعالى، يأتي على رأسها الصلاة، ولذلك لن تكون وليا لله تعالى إلا إذا كنت من أهل الصلاة، والمحافظة على الصف الأول، والمحافظة على تكبيرة الإحرام قدر استطاعتك.

تقول: بالنسبة للأمور التي تحتار فيها تجد أنك تستريح لأمر معين فتجد في نفسك اطمئنانا وسكينة، وإذا لم تسترح تشعر بنوع من الضيق في الصدر والقلب، وتقول: ماذا تفعل؟

أقول: هذا مما لا شك فيه لعل الله تبارك وتعالى قد منحك هذه النعمة، وهي نعمة الاستشعار عن بعد، بمعنى أنك تستشعر الحدث قبل وقوعه، وهذا كثيرا موجودا في أمة النبي -صلى الله عليه وسلم– ولكن عليك بالاستخارة، والاستخارة هي: سؤال الله أحد أمرين؛ فإذا كنت محتارا في أمر من الأمور بدلا من أن ترجع إلى قلبك وتنتظر ما سيقول لك، عليك بربك جل جلاله وتقدست أسماؤه، فإن هناك أيضا من المسلمين من يستطيع أن يعينك على التخلص من هذه الأشياء، أو يوفقك لاتخاذ القرار المناسب والرأي الصائب -بإذن الله تعالى-.

فأرى أن تضيف إلى مراجعة قلبك استخارة الله تعالى؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم– كما ذكر جابر بن عبد الله: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم– يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن).

فاجتهد -بارك الله فيك– في الاستخارة، وسل الله تعالى التوفيق، وسوف يمن الله تبارك وتعالى عليك باتخاذ القرار المناسب الصائب الموفق الذي يحفظ الله به الدين ويقيم الله به الملة.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات