السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذه الجهود الجبارة منكم، وأسأل الله أن يجعلها في موازين حسناتكم.
أنا شاب بعمر 22 عاما، أعاني من وسواس وتوهم، وأوقن إيقانا تاما بأنني سوف أموت اليوم أو غدا، أو أنني مريض بمرض معين، في مرة من المرات ذهبت أنا وأخي إلى المسجد كي نصلي الظهر، وفجأة شعرت أن لساني ثقل وكأنني سأسقط على الفور، وأذني تسكرت، وقتها جزمت أنه الموت، عدت مسرعا إلى البيت وأنا أركض، كنت خائفا جدا ودقات قلبي سريعة جدا، وكنت أقول: سأموت سأموت وفجأة أحسست أن هذه الحالة ذهبت، وبدأت قدمي ترتعش.
أي شيء يصيبني أقول: هذه سكرات الموت، سواء ألم في القدم، أو في اليد، أو في العين، أو نغزات في القلب الخ، علما بأنه يوجد لدي ضعف تنفس، ونغزات في القلب أحيانا.
حاليا تأتيني برودة في قدمي من باطن قدمي إلى الساق، هل هذه لها علاقة بالقلق؟ أي عارض يصيبني أفسره بالموت، علما بأنني أعاني من هذه الحالة منذ 3 أو 4 سنوات، أقسم بالله تعبت جدا جدا جدا يا دكتور، خاصة مع برودة الأطراف، وتنميل وتخدير القدم.
قرأت عن برودة الأطراف وأنها ربما تتعلق بشريان القلب، وأصبحت أفكر أن الذي بي مرض القلب، حالتي سيئة جدا، أضحك لكن للأسف ليس من داخلي إنما أحاول أن أنسى، وهاجس الموت منسوخ نسخا تاما في عقلي.
ما الحل تعبت جدا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هون على نفسك، كل الذي بك هو نوع من قلق الوساوس الذي يحمل طابع المخاوف في ذات الوقت، أعتقد أن مشاعرك فيها الكثير من المبالغة؛ لأنك تراقب نفسك بدقة شديدة، مما يصعد من أعراضك الفسيولوجية الطبيعية.
أنا لا أرى أنك مريضا مرضا عضويا، الدلائل والمؤشرات كلها تدل أن الحالة تنحصر تماما في نوع من قلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة.
الخوف من الموت هو أمر مصاحب لقلق المخاوف عند الناس، والموت يخاف منه الناس لأسباب معلومة، ونعتقد أن هذا الخوف يجب أن يكون دافعا للإنسان ليعمل لما بعد الموت، وأن هناك جنة ونار، وهذا الخوف الذي تعاني منه نعتبره خوفا مرضيا وليس قلة في إيمانك أو ضعفا في شخصيتك، ولكنه جزء من الحالة التي تعاني منها، لذا تناولك لأحد الأدوية المضادة للمخاوف والوساوس أعتقد أنه سيكون جيدا ومفيدا.
إذا تكرمت وذهبت إلى طبيب نفسي سوف يقوم بالواجب حيالك تماما، فأنت تحتاج لدواء مثل: السبرالكس أو مثل: السيرترالين، والذي هو أحد مضادات المخاوف الرئيسية، فأرجو أن تقدم على هذه الخطوة، وفي ذات الوقت يجب أن تعيش حياة متوازنة، ومنتجة ومتفائلة، تستفيد من وقتك، تصرف انتباهك عن هذه السلبيات، تعيش حياة صحية من خلال: ممارسة الرياضة، والتنظيم الغذائي المنضبط، توسع في آفاقك من خلال اكتساب المعارف والاطلاع، الحرص على الصلاة والدعاء والذكر، وأفضل أنواع الذكر تلاوة القرآن، هذا كله -أيها الفاضل الكريم– يبني فيك دوافع نفسية عظيمة.
حالتك -إن شاء الله تعالى– بسيطة، ليس لديك مرض في شريان القلب أو شيء من هذا القبيل.
أما بالنسبة للموت: فأقول لك: إن الأعمار بيد الله تعالى، والخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان لحظة ولا ينقص من عمره لحظة، الإنسان يجب أن يدير حياته إدارة صحيحة؛ لأنه يتحكم فيها، لكن أمر الموت لا يستطيع أن يديره؛ لأنه ليس بيده، فقط يعمل لما بعد الموت ويحاسب نفسه قبل أن يحاسب، ويزن أعماله قبل أن توزن عليه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.