السؤال
السلام عليكم..
أنا بعمر 29 سنة، متخرجة من الجامعة، ولا أعمل، مشكلتي أني عندما أنوي فعل أي عمل أخشى الانتقاد جدا، مثلا عندما أجلس مع شخص أو مجموعة ويتحدثون عن موضوع، أخاف أن أتحدث بمعلومات أعرفها أكثر منهم، ويمتدحونني، أخاف أن يمتدح شيء في شكلي ويستهزئ بي أحد بكلمات جارحة.
دائما أخاف من ردة فعل الناس على كلامي، مع أني أثق في كل ما أقوله، ودائما عندما أنوي فعل أو قول شيء لأحد أسمع صوتا في رأسي يحبطني وأمتنع، علما أني صادقت في الجامعة أكثر من بنت حسودة للأسف، كن دائما ينتقدنني بغير حق، ويحطمنني.
أرجوكم مساعدتي، كيف أتخلص من هذه المشكلة، والصوت المحبط في رأسي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
كثيرا ما نجد في رؤوسنا صوتا صغيرا يحبطنا، ويمنعنا من الإنجازات التي نريد، فعندما نفكر بمبادرة جديدة، يأتي هذا الصوت ليقول لنا "هذا لن ينجح" و"لقد حاول غيرك من قبل" نجد أنفسنا أسرى في هذا الفكر السلبي، ولكن قفل هذا السجن الكبير في يدنا، وليس في يد غيرنا.
اسمحي لي أن أقول: إنه أحيانا نجد هذه الفكرة في رؤوسنا؛ لأننا نعطي لأنفسنا أهمية كبيرة، وكأن الناس ليس لديهم شغل إلا الانشغال بنا، وبما نقول أو نفعل! لدى الناس ما يشغلهم عنا مما هو أهم منا، بينما نحن نظن أن الناس ليس لديهم شغل إلا نحن، وبحيث يتابعون ما نقول وما نفعل، وحتى ما نفكر فيه، ولهذا فإننا نعول كثيرا على رأيهم فينا، وفيما نفعل أو لا نفعل!
ربما الحل بأن نفكر بأننا لسنا مركز الكون، وبأن عند الناس ما هو أهم منا للانشغال عنا.
افعلي ما تريدين، وقولي ما تحبين، واسمحي لنفسك أن تكوني أنت وكما تريدين، واعطي نفسك ما تعطينه للآخرين، من أنك تسمحين لهم بالحرية التي يردون، فنجدهم يقولون ما يحبون ويفعلون ما يريدون، ولا يوقفون كل هذا من أجلنا أو من أجل آرائنا!
كما يقال: إن الحرية تؤخذ ولا تعطى، فلا تتوقعي أن تصلي لمرحلة يقول لك فيها الناس، هيا افعلي ما تريدين فقد سمحنا لك!
يبدو أن عندك الكثير من الصفات التي المفروض أن تمكنك من تحصيل النافع، ويبدو من سيرتك الجامعية أنك تستطيعين فعل هذا، فلا تترددي.
لا تسمحي -كونك لا تعملين حاليا- أن تتركي ثقتك في نفسك تضعف، وإلا فستدخلين في دائرة معيبة من ضعف الثقة، مما يضعف فرص إيجاد عمل، ومن ثم مزيد من ضعف الثقة، وهكذا.
حاولي من الغد، أن تغادري المنزل بحثا عن عمل، راسلي الشركات أو المكاتب المتعلقة بطبيعة دراستك وتخصصك، وهكذا حتى يفتح الله عليك، وستجدين نفسك في العمل الذي تحبين.
وفقك الله وكتب لك النجاح.