أشعر باحمرار وجهي وأرتبك كلما وجه إلي الحديث أمام الناس، هل من علاج؟

0 311

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي: أعاني من احمرار الوجه إذا وجه إلي الحديث، أشعر باحمرار وجهي وأرتبك إذا كان الحديث في مجلس وسألني أحد، وكان المجلس فيه أشخاص، وأحيانا إذا كان ثلاثة أو اثنان، وأحيانا مع شخص واحد.

حتى أيام الدراسة كنت أعاني من هذه المشكلة، يحمر وجهي أثناء التحدث في الفصل، مع أني شخص اجتماعي جدا، وأحب التجمعات مع الأصدقاء وحضور المناسبات، لكن هذه المشكلة تسبب لي القلق؛ لأنه بمجرد أن يتحدث معي في مناسبة، أو حين يسألني شخص عن شيء بوجود أشخاص في المجلس أشعر باحمرار في وجهي وأرتبك.

وقد قرأت أن هناك دواء اسمه اندرال، هل هو مناسب لحالتي هذه؟

أرجو إفادتي جزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بعض الأشخاص ربما يكون لديهم حساسية جلدية خاصة في الوجه، وإذا كانت الشعيرات الدموية السطحية في هذه المنطقة –وهو الغالب– هذا يجعل بعض الأشخاص يظهر لديهم احمرار في الوجه عند المواجهات الاجتماعية، والموضوع قد يسبب قلقا أكثر؛ لأن الشخص الذي يخاف عند المواجهات الاجتماعية يكون حساسا جدا، ونسبة للتغيرات الفسيولوجية التي تحدث من خلال زيادة إفراز مادة الأدرينالين –والتي تؤدي إلى تسارع وقوة في ضربات القلب– مما ينتج عنه تدفق شديد في الدم، يظهر في شكل احمرار في الأعضاء الطرفية.

هذه الظاهرة هي ظاهرة فسيولوجية طبيعية، لكن الذين يعانون من الخوف الاجتماعي دائما نجد أن مشاعرهم مبالغ فيها، مضخمة مجسمة، مكبرة جدا، ولذا نقول لهم: إن مشاعركم هذه أو تفسيراتكم وتأويلاتكم لما تعانون منه مبالغ فيها.

فيا أخي الكريم: أعتقد أن الأمر بسيط، وربما تحتاج أن تقابل طبيب الجلدية (مثلا) للتأكد من أنه ليس لديك حساسية في منطقة الوجه، أنا غالبا لا أطلب من الإخوة الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي الذهاب لمقابلة طبيب الجلدية، لكن بما أنك شخص اجتماعي وتحب التجمعات، في مثل هذه الحالة أعتقد أن وجود الحساسية الجلدية مع شيء من الخوف الظرفي الاجتماعي البسيط ربما يكون هو السبب في هذا الذي تعاني منه، وبعد أن تقابل طبيب الأمراض الجلدية ويقوم بفحصك ويوجه لك الإرشاد اللازم، أو يعطيك دواء إذا كانت هناك حاجة له.

وأنا أقول لك: من ناحية الجانب النفسي أكثر من التواصل الاجتماعي، لا تراقب أنشطتك الجسدية التي تحدث لك عند المقابلات والمواجهات، تجاهل هذا العرض بصورة كاملة، وموضوع الارتباك والتلعثم أيضا هو شعور مبالغ فيه، وممارسة الرياضة الجماعية، والحرص على صلاة الجماعة، وحضور المحاضرات والمناسبات هو نوع من التعرض الاجتماعي الجمعي الطبيعي والمفيد جدا، فكن حريصا على ذلك.

بالنسبة لعقار إندرال: لا بأس به، لكن هو يعالج العرض فقط، ولا يقتلع السبب، لذا مقابلة طبيب الجلدية مهم، وتطبيق الإرشادات التي ذكرناها لك أيضا مهم، وتناول الإندرال لا بأس به بجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة أسبوع، ثم عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحا يوميا لمدة شهر آخر، أعتقد أن ذلك سوف يكون كافيا جدا.

في بعض الأحيان نحتاج لاستعمال الأدوية المضادة للمخاوف الاجتماعية مثل: عقار (زيروكسات) والذي يعرف علميا باسم (باروكستين)، وفي مثل حالتك الجرعة التي ننصح بها -إذا كانت هناك ضرورة- هي جرعة صغيرة وصغيرة جدا، وهي أن تبدأ بعشرة مليجرام –أي نصف حبة– يوميا لمدة شهر، بعد ذلك تجعلها حبة كاملة لمدة شهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة شهر آخر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول هذا الدواء.

هنالك معلومة بسيطة أريد أن أوجهها، وهي: أن عقار إندرال لا ينصح باستعماله لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية في الصدر أو الربو.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات