السؤال
أمارس العادة السرية منذ أكثر من 5 سنين، وأنا طالب في السنة الثالثة في كلية الهندسة، ومستواي العلمي قل كثيرا عما كنت عليه، وأصبحت أرى أنه بسبب تلك العادة أنني سأفشل بكل تأكيد في الدراسة الجامعية، بل فشلت فعلا منذ سنة، وكلما اقتربت إلى الله، والتزمت بالصلاة، سرعان ما يذهب اجتهادي إلى الله بسرعة بسبب تلك العادة والأفلام الخليعة، وما يحيطني من مظاهر المتبرجات في كل مكان حولي في الشارع، في الكلية، في الجامعة.
حاولت مرارا وتكرارا ترك هذه العادة دون فائدة تذكر، وأنا الآن على أبواب الدراسة مرة أخرى، وأريد حلا نهائيا لهذه المشكلة التي طالما تمنيت الخلاص منها، وطالما شعرت بذنب كبير عند ارتكابها، ويا حبذا إن كان هناك علاج أستطيع شراءه من بلدي.
وشكرا جزيلا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك ابننا الفاضل، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونشكر لك الحرص على الخير، وهنيئا لمن بدأ مسيرة التوبة والعودة إلى الله تبارك وتعالى، ونكرر ترحيبنا بك، ونؤكد لك أن التواصل مع الموقع، وكتابة هذه الاستشارة هي البداية الصحيحة للسير في الطريق الصحيح؛ لأن شعورك بالخطر يعتبر النقطة الأولى والأهم والبداية الصحيحة للتخلص من هذه الممارسة التي وجدت أضرارها ووجدت ثمارها المرة وتأثيرها على نفسيتك، وعلى صحتك، وعلى علاقاتك الاجتماعية، وعلى الطمأنينة وعلى التواصل مع الناس، فهي معصية، وكل معصية لها شؤمها وآثارها المدمرة.
ونؤكد لك أنه ليس هناك علاج أبلغ من مراقبة الله والخوف من الله تبارك وتعالى، ولا نملك إلا أن نذكرك بما قاله إبراهيم ابن أدهم لشاب لا يستطيع أن يتوب، قال: لا أستطيع أن أتوب؟ -وطبعا هذا كلام غير صحيح- لأنك مسلم وتركت الطعام والشراب في رمضان لله تبارك وتعالى، فكيف لا تترك هذه الممارسة الخاطئة؟ التي لا توصل للإشباع، وإنما توصل للسعار وإلى الآثار النفسية السيئة التي تعيش أنت فيها وتتكلم عنها من خلال هذه الاستشارة.
سأل رجل إبراهيم بن أدهم، أريد أن أعصي الله! قال له إبراهيم ابن أدهم: إذا أردت أن تعصي الله فابحث عن مكان لا يراك فيه الله، قال: وكيف والله لا تخفى عليه خافية؟ قال: أما تستحي من الله، تعصي الله وهو يراك؟ قال: إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه، قال: ومن أين آكل والأرزاق كلها بيد الله وهي من الله؟ قال: أما تستحي من الله تأكل من رزقه وتعصيه وهو يراك؟ قال: إذا أردت أن تعصي الله تبارك وتعالى فلا تسكن في أرضه، قال: أين أسكن والأرض كلها لله؟ قال: أما تستحي من الله تسكن في أرضه وتأكل من رزقه وتعصيه وهو يراك؟ قال: إذا أردت أن تعصي الله فادفع عنك ملك الموت إذا جاءك، وادفع عنك الموت إذا جاءك، قال: وكيف والله يقول: {فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} ويقول عن الملائكة: {غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}، فتأمل الشاب، ثم تاب وحسنت توبته.
نوصيك كذلك لكي تتخلص من هذه الممارسة أن تستحضر أضرارها، وقد علمت كثيرا من أضرارها، وهي أكثر ضررا من هذا، بل الذي يسرف في هذه العلاقة سيحرم لذة العلاقة الحلال في مستقبل أيامه بكل أسف، وقد لا يجد لذة بعد ذلك في الحلال، وهذه من المصائب الكبرى، والله تبارك وتعالى يستر على الإنسان ويستر عليه، لكن إذا لبس للمعصية لبوسها وبارز الله بالعصيان هتكه وفضحه وخذله، وحال بينه وبين كثير من الخيرات - عياذا بالله تبارك وتعالى - ومما يعينك على التخلص منها:
1) اللجوء إلى الله تبارك وتعالى بصدق.
2) غض البصر.
3) البعد عن الأفلام والأشياء السيئة.
4) البعد عن الوحدة؛ لأن الشيطان مع الواحد.
5) استنفاذ الطاقة الموجودة فيك كشاب في الدراسة والرياضة والأعمال النافعة.
6) عدم المجيء للفراش إلا وأنت مستعد للنوم.
7) أن تنام وأنت على طهارة ووضوء.
8) إذا استيقظت لا تمكث في الفراش.
9) تنام على ذكر وتستيقظ على ذكر.
10) حاول دائما أن تتجنب الأكلات الدسمة التي تثير الشهوة.
11) حاول دائما أن تتذكر أن الله ناظر إليك ومطلع عليك سبحانه وتعالى.
12) استحضر دائما تأثيرات هذه الممارسة على المستقبل.
ونؤكد لك أيضا أن صدق التوبة مع الله، والرجوع إلى الله، واللجوء إلى الله تبارك مما يعين الإنسان على التخلص من هذه الممارسة، ونؤكد لك أن هذا ممكن، وأن آلاف الشباب تخلصوا منها -ولله الحمد-، وأنت لست أقل منهم، بل أنت فيك خير كثير، فنسأل الله أن يوفقك وأن يسددك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونتمنى أن نسمع عنك نجاحا وتوفيقا، وأوبة إلى الله تبارك وتعالى، ونبشرك بأن التوبة الصادقة التي فيها إخلاص - فيها صدق مع الله - أولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات، فلا تحرم نفسك من الدخول إلى رحمة الرحيم، واتخذ لنفسك أصدقاء من الشباب الصالحين الذين يذكرونك بالله إذا نسيت، ويكونون عونا لك على طاعة الله إن ذكرت.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونتمنى أن نسمع عنك نجاحا وخيرا وأوبة ورجوعا إلى الله، ونشكر لك التواصل مع الموقع.