السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة، عمري 22 عاما، قرأت في هذا الموقع عن الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي والخجل الشديد، وفي الحقيقة أنا أشعر بنفس الأعراض، فأنا: شديدة الخجل، قليلة الكلام، لا أحب الاختلاط بالناس، وعندما أتحدث مع الغرباء أشعر بتشتت الأفكار، وضعف التركيز، وضيق بسيط في التنفس، ورجفة في الكلام، ولا أستطيع النظر في عيونهم، وعندما أتعرض لمواقف تضايقني؛ فإن ردة فعلي فقط هي: أن تدمع عيناي، فهل حالتي تصنف على أنها قلق أم خجل أم رهاب اجتماعي؟
بصراحة: لا أستطيع الذهاب إلى طبيب نفسي، ولكن أنا على استعداد تام للعلاج السلوكي، وتدعيمه بالعلاج الدوائي.
أتمنى أن تعطيني دواء يبعد عني هذه الأعراض، ولا يؤثر على صحتي، ولا يسبب لي الإدمان.
وشكرا جزيلا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ asmaa mmm mmm حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعتقد بأن لديك درجة بسيطة جدا من الخوف الاجتماعي، وربما تكون شخصيتك تحمل سمات الخجل، وبالطبع الحياء، فالحياء خير كله، وهو من حسن الخلق، والخجل قطعا مطلوب في بعض المواقف، ولكن إذا كان زائدا في حياة الإنسان فلا ينبغي، أما الخوف فربما يكون تفاعلا طبيعيا جدا في بداية المقابلات أو المواجهات لدى بعض الناس، ولكن قطعا إذا استمر لفترة، وأصبح الإنسان يتجنب المواقف، هنا نعتبره خوفا مرضيا.
عموما الذي ألاحظه:
أن حالتك ليست من الحالات المعقدة، والمطلوب منك هو أن تكثري من المواجهات، وأن تلعبي دورا إيجابيا في أسرتك ووسط صديقاتك، وأن تكون لك بعض الأنشطة، وأنا أؤكد لك أن المشاعر التي تأتيك عند المواجهات هي مشاعر فسيولوجية ونفسية، ولا أحد يلاحظ التلعثم أو اضطراب الكلام.
أما بالنسبة لعدم استطاعتك لأن تنظري إلى الناس في عيونهم: فهذا يمكن أن تتخلصي منه تدريجيا، وابدئي دائما بالسلام، واجعلي تحيتك تحية طيبة، تحية الإسلام، وأنا أرى أن هنالك أيضا بعض الطرق البسيطة التي تساعد الناس في علاج هذا النوع من الرهبة:
أن تكون هنالك أنشطة اجتماعية للإنسان في نطاق مجتمعه، وكل إنسان بظروفه، وأنا أؤمن تماما بحضور الأنشطة الاجتماعية، والمحاضرات، والمشاركة في حلق تلاوة القرآن، فهذا يعطي الإنسان دفعا إيجابيا جدا.
كما أن تمارين الاسترخاء أراها جيدة، وعليه يمكنك أن ترجعي لاستشارة إسلام ويب تحت رقم 2136015، وسوف تجدين فيها بعض الإرشادات والتوجيهات التي توضح للإنسان كيف يكون مسترخيا ويحسن من مزاجه.
أما بالنسبة للدواء:
فأعتقد أن الدواء الأنسب لك (سيرترالين)، والذي يسمى (مودابكس) في مصر، وهنالك مستحضر تجاري آخر يعرف باسم (لسترال)، والجرعة المطلوبة في حالتك هي بسيطة جدا، وهي نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما –، يتم تناولها ليلا لمدة شهر، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناوله.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.