السؤال
السلام عليكم
أنا شخص عاقل ملتزم بطاعة الله ولزوم أوامره واجتناب نواهيه، أحفظ ربع القرآن الكريم، وأحفظ شيئا جيدا من أحاديثه صلى الله عليه وسلم، أنا بعمر 16سنة، ما زلت في مرحلة الثانوية، أنا شخص اجتماعي، وأخوض النقاشات والأحاديث مع من هم أكبر مني بعشرات السنوات.
جميع عائلتي من الأعمام يعلمون بأنني كنت أحب بنت عمتي عندما كنا أطفالا صغارا بعمر الـ10سنوات، وكان حبا طفوليا، وباعتقادهم أنه زائل! لكن أنا الآن ومنذ ذاك الوقت ما زلت أحبها، وهو حب ممزوج بالعاطفة، وأدعو ربي أن يكتبنا زوجين لبعضنا البعض.
لا أحد يعلم بذلك الآن إلا أنا وأختها، وأشعر عندما أكتم الحب في نفسي دون أن أفصح لها هو المشكلة، وكبتي لعدم الإفصاح تلك الأعوام قد نفد، وعزمت أمري على الإفصاح، نعم لست قادرا على الزواج الآن، ولكن الله سبحانه سيسهل الأمور، إن شاء الله بعد سنوات.
إن كنتم ستقولون هذا حب مراهقة مصيره زائل فهذا الكلام الذي لا أعتبره ولا أقدره.
جزاكم ربي عني وعن المسلمين كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تركي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يجمع بينك وبينها على الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
لا شك أن بنت العمة بالمنزلة الرفيعة للإنسان، وأنت أولى الناس بها، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير، ولكن مسألة التوقيت من المسائل المهمة والاستعداد لهذا الأمر من القضايا الأساسية، وإذا كانت الأسرة تعرف ذلك منذ الصغر وشقيقة الفتاة تعرف ذلك الآن، فلست بحاجة إلى الإفصاح أكثر من هذا، ونتمنى أن تشتغل بدراستك، وتشتغل بإعداد نفسك، وتشتغل بإكمال مشوارك العلمي، والسعي في طلب وظيفة، فإن هذه من الأمور التي تعينك على إكمال هذا المشوار، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.
لا مانع بعد ذلك أيضا من مشاورة الوالدة، طرح المسألة على إخوانك إذا كان لك إخوان أو أخوات، حتى تتضح المسألة، ويبدو أن الأسرة أيضا ستكون على علم بهذه الأمور، وفي هذه الأحوال فإنه لو طرق الباب طارق فإنهم لن يستعجلوا قبل أن يأخذون رأيكم، وهذا معروف بين القبائل وعند البيوت.
على كل حال فنحن لا ننصح بالإفصاح عن هذا المعنى في هذا الوقت المبكر، والانشغال بمثل هذه الأمور، لأنها ستجلب لك ولها الأتعاب، وقد تتسبب أيضا في سوء تفاهم، والإسلام لا يريد لمثل هذه العلاقات أن تظهر إلا في وقتها المناسب وبطريقتها الشرعية، فالإسلام لا يعترف إلا بعلاقة واضحة معلنة شرعية، هدفها الزواج، على يقين أنها تنتهي بهذه النهاية، ونحن نفضل أن تكون في توقيتها المناسب حتى لا تشغلك أو تشغلها عن الدراسة وعن مذاكرة الدروس، وعلى كل حال نعتقد أن الأمر سهل وهين.
نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد، ونتمنى أن تجد في الأهل من يتفهم هذه المشاعر ويستطيع أن يوصلها بطريقة تجعل الأسرة لا تتصرف بتلك البنت إلا بعد الرجوع إلى أسرتكم وبعد التشاور معكم، وهذه هي الضمانة الأساسية التي تضمن لك أن تكون هذه الفتاة لك، ونسأل الله لك ولها التوفيق والسداد، وأن يجمع بينكما على الخير.