السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب في بداية سنتي الثانية في الجامعة، متفوق دراسيا بفضل الله، كنت الثاني على الدولة في المرحلة الثانوية بفضل الله عز وجل، ودرجاتي ممتازة في سنتي الأولى في الجامعة.
مشكلتي أني لا أدرس كثيرا، أو لا أدرس بصورة منتظمة، فقط أدرس في وقت الامتحانات، وأفضل دائما الجلوس مع أصدقائي، والخروج من المنزل كثيرا وبصورة شبه يومية، أنا أعرف أن هذا قد يكون غير مفيد أو مضيع للوقت إذا زاد عن الحد الطبيعي، ولكني أستمتع بهذا، بالإضافة إلى أن هذا أصبح واقعا لا يمكن تغييره بسهولة، ولا يؤثر فعليا على درجاتي.
في الحقيقة أنا الآن أرغب في أن أتعمق في دراستي وأهتم بها أكثر، وأن أطلع على المزيد، ولا أكتفي بمنهج الجامعة فقط؛ لأني أعتقد أني أستطيع بإذن الله أن أكون نافعا للأمة الإسلامية إذا ما بذلت قصارى جهدي، وأعرت اهتماما أكبر.
ولكن هناك عدة مشاكل تأتي في ذهني حين أبدأ التفكير في الموضوع، من أهمها: أني أخاف أن يؤثر ذلك على حياتي الاجتماعية، فيراودني شعور بأني لو فعلت ما بوسعي وكرست جهدي كله في العلم، فإن ذلك ليس فقط سيسلب مني متعة الخروج مع أصدقائي، بل سيجعلني شخصا منطويا على نفسي، وضعيفا اجتماعيا، وسيصيبني الاكتئاب، وسأشعر بالوحدة، وأن هذا سيجعلني جادا في تعاملاتي مع الناس، وأنا أصلا شخص مرح.
هذه الفكرة مدعمة بالأمثلة، فأنا أرى أن كل من يدرسون كثيرا جدا معقدون نفسيا، وفي الغالب ليس لديهم أصدقاء.
فكرت في حل المشكلة، وأنه يجب علي أن أضحي بمتعتي وحياتي الاجتماعية، ومهما حدث فثمنه الوصول للقمة، ولكن هذا صعب التطبيق، فهذه الفكرة مترسخة في عقلي، وأنا لا أريد أن أخسر مصدرا للمتعة.
فكرت أيضا أنه من الممكن أن يكون هذا وهم، وأن هذه مجرد أفكار سلبية تمنعني من تحقيق هدفي، وأنه يمكن أن أهتم بدراستي من دون أن يؤثر ذلك على حياتي الاجتماعية، ولكني لا أرى ما يثبت هذا التصور.
لا أدري ماذا أفعل!؟ وأحيانا أقول لنفسي: لماذا هذا كله؟ فبإمكاني أن أكمل كما أنا، وأحصل على درجات ممتازة، وأعمل بوظيفة جيدة من دون أن أخسر شيئا.
آسف على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.