وجهي يحمر وأقلق وأحزن عند مواجهة الناس.. ماذا أفعل؟

0 303

السؤال

السلام عليكم

عمري ١٨ عاما ونصف، أعاني من الرهاب الاجتماعي والخجل الشديد، وقلة الثقة بالنفس، وضعف الشخصية، هذه المشكلة أعاني منها منذ صغري، ومنذ عامين وأنا أطبق العلاج السلوكي، وآخذ بالنصائح التي تقدمونها للذين يعانون من هذا المرض، لكن للأسف لم أتحسن أكثر من ٢٠٪ ، كما أنني بدأت باستخدام الزولفت بجرعة ٢٥غ لمدة أسبوع، ثم جرعة ٥٠ غ لمدة شهر، لكن لم أشعر بتحسن.

الأسبوع الماضي بدأ الدوام في الجامعة -والحمد لله- أحسست أن الرهاب خف قليلا، لكني ما زلت أشعر بالقلق عندما أدخل المحاضرة، وهي ممتلئة، أو يكون الدكتور بدأ المحاضرة حيث أبقى خائفا أن يسألني عن سبب تأخري، كما أنني أتجنب دائما المشاركة في المحاضرة، وإن كان عندي كلاما أريد التحدث به.

علما أن الذي يزعجني أكثر هو أعراض المرض مثل: احمرار الوجه في بعض المواقف، كما أنه دائما تظهر على وجهي علامات القلق والحزن والإرهاق، وإن كنت بداخلي لا أشعر بالقلق أو أشعر بالسعادة.

والمشكلة الأخرى أني لا أستطيع أن أعبر عن فرحي وسعادتي؛ لأني لا أعرف كيف أبتسم، ومعظم الناس الذين أقابلهم لأول مرة يسألوني عن سبب شعوري بالحزن فأستغرب من سؤالهم؛ لأني لم أكن أشعر بذلك.

فسؤالي: هل أستمر على الزولفت؟ وما هي الطريقة التي أستمر بها؟ وهل يوجد دواء أفضل؟

وسؤالي الأخير: هل من الممكن أن يكون هذا نوعا من المس أو الحسد، ويحتاج لرقية شرعية؟ علما أنني في بعض الأحيان أعاني من التثاؤب وإن لم أشعر بالنعاس ويرافقه ظهور الدموع في عيني.

كما أشعر بضيق كبير في صدري أريد أن أزيله، وعند خشوعي وتركيزي في الصلاة أشعر أن هذا الضيق يخرج قليلا، وأشعر براحة أفضل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت - إن شاء الله تعالى – بخير، والذي تحتاجه أن ترسل رسالات إيجابية لنفسك، هذا التحسن الذي طرأ على حالتك يعتبر جيدا جدا، العشرين بالمائة نعتبرها إنجازا كبيرا، كما أن بداياتك مع الدواء موفقة جدا، ولتساعد نفسك يجب أن تنتهج المنهج الإيجابي في التفكير، أن تثق بمقدراتك، وألا تضع للتشاؤم أي اعتبار.

احمرار الوجه ليست قضية مزعجة أبدا؛ لأن هذا الشعور مبالغ فيه، أنا أعتقد أن مشكلتك الأساسية هي أنك تخاف من الفشل، لا تخف – يا ابني – من الفشل؛ لأن الفشل في بعض الأحيان قد يكون مفتاحا للنجاح، كما أن الذين فشلوا مشكلتهم أنهم توقفوا عن محاولاتهم فقظ، وكانوا قريبين جدا من النجاح.

ضع صورة إيجابية عن نفسك وتفهم نفسك على هذا الطريق سوف يعطيك الفرصة لأن تطور نفسك أكثر، والذي يهمنا كثيرا في موضوع الخوف الاجتماعي وعدم تقدير الذات هو: أن تكون الحالة غير متدهورة، وأنت الآن - الحمد لله تعالى – حتى وإن كان هنالك تحسن بسيط فهو علامة إيجابية وإيجابية جدا.

فسر على هذا الطريق، نظم وقتك، عليك بالصحة الطيبة، أكثر من اطلاعاتك، بر والديك، وسوف تجد - إن شاء الله تعالى – أن أبواب الخير كلها قد فتحت أمامك، وأن نفسك قد اطمأنت.

موضوع العين والحسد نحن لا ننكره، نحن نؤمن به إيمانا قاطعا، لكن نؤمن أيضا أن الله خير حافظا، وأن المؤمن وأن الشاب الذي ينشأ في طاعة الله والذي يحرص على أذكاره صباحا ومساء ويؤدي صلاته لن يصيبه مكروه أبدا، ارق نفسك، وأعتقد أن هذا يكفي تماما، استمر على دوائك العلاجي، اسع دائما للخشوع في الصلاة، فالخشوع بالفعل به تطمئن القلوب.

لست محتاجا أبدا لأن تغير الزولفت، هو دواء رائع وبديع، ولا أعتقد أنك تحتاج أن تزيد هذه الجرعة، حبة واحدة في اليوم تكفي، لكن يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر على الأقل، علما بأن الجرعة يمكن أن تكون حتى أربع حبات في اليوم، لكن - كما ذكرت لك – لست في حاجة لمثل هذه الجرعة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ووفقك الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات