العصبية الشديدة والانفعال لأتفه الأسباب كرهتني في حياتي، ساعدوني

0 694

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا حساسة وعصبية جدا، عندما أغضب أجرح بالكلام، وأصرخ وأرفع صوتي، ثم أندم ندما شديدا على ما قلت عندما أهدأ، وأندم على عصبيتي، وفي حالة ضايقني أحد وغضبت منه، أصرخ بأعلى صوتي، وفي الحالات الشديدة أشعر بألم في رأسي مع الصراخ، وألقي بنفسي بعنف على الأرض، وأشعر أني أريد الموت، وأحيانا أشد شعري لكن ليس بقوة.

وإذا أحببت شخصا أتعلق فيه بشكل كبير، مهما جرحني بالكلام لا أبتعد، مهما جرحني وأهان كرامتي أتمسك فيه، وأبكي من كلامه وأتعلق فيه بشكل كبير، لدرجة أهمل نفسي ومن حولي بسبب هذا الحب، وأقطع علاقاتي مع من حولي، بل ومستعدة للتضحية بنفسي من أجله.

في حالات أفكر بالانتحار لأني أشعر بالألم في داخلي إذا غضبت، أفكر أن أنهي حياتي، وكثيرا ما حاولت فعلا الانتحار، وفي آخر لحظة لا أنتحر، هذا الكلام قبل أن أقع بالحب، وعندما وقعت بالحب، إذا سمعت كلمة جارحة من الشخص الذي أحبه، وتذكرتها لو بعد شهر أفكر بالانتحار.

الآن لا أشعر برغبة في الحياة، أتمنى الموت، وفي ذات الوقت أخاف بأن لا يكون بعد الموت راحة لقلبي، يتقطع من الألم وأبكي كثيرا، لا تعجبني شخصيتي لأني عصبية وسريعة الانفعال، أغضب لأتفه الأسباب، وأرضى بسرعة، زاد كرهي لشخصيتي بعد وقوعي بالحب، أشعر بالإهانة رغم أن حبي له بحدود الكلام، لم أخرج معه قط.

أنا غير راضية عن حياتي، سواء قبل أو بعد الحب، أحيانا أفكر في تعاطي المخدرات حتى أرتاح من هذا الألم الداخلي، أنا طيبة جدا، وكثيرا ما أصدم من الناس وطريقة تفكيرهم، وأشعر أن لا أحد يفهمني، وإذا فهمني أحد خطأ أتحطم كثيرا، وحتى لو بررت لا أستطيع التبرير، أصبحت لا أجيد الكلام وأتلعثم، وحتى لو علاقتي مع أحد مجرد كتابة بالنت، لا يستطيع الطرف الآخر فهم كلامي، وأقرأ الجملة التي كتبتها وأجدها غير مفهومة، وأكتشف أني كتبت بشكل مضطرب لا أحد يفهمه، لدرجة أن البنت التي لي علاقة معها بالنت، تقول لي: أشعر أنك خرساء لا تستطيعين الكلام في الواقع. وهذا يؤلمني.

وأحب الوحدة والعزلة، ومع ذلك أتمنى الخروج من وحدتي، أعرف أن طريقة حياتي خطأ، وأعرف الطريق الصحيح لكن لا أستطيع التطبيق، ساعدوني فأنا في ألم، ماذا أفعل لأساعد نفسي؟ أنا فتاة عمري 26 عاما، غير متزوجة، شديدة الهزال بسبب عدم الرغبة في الأكل، وزني 37 كلجم فقط، أهمل نفسي ولبسي كثيرا، يغلب علي الحزن، تخرجت من الجامعة بشق الأنفس، بعد أن كنت من الأوائل تخرجت بتقدير مقبول، وانتقلنا لمدينة أخرى، والآن ليس لي صديقات، وجميع من حولي أكبر مني كثيرا أو أصغر مني، عندما كنت بالثانوية كنت أشعر أن صديقتي أخطأت بحقي، وأقطع علاقاتي بها، وأسمعها كلاما بعد فترة، وبعد تفكير مني أكتشف أنني أنا المخطئة وليست هي، تكرر هذا الموقف مع عدة بنات، أريد العيش بسعادة، منذ ست سنوات لم أعرف طعم لذة النوم، ولا لذة الأكل، وزادت وحدتي، إذا كنت أعاني من مرض نفسي، ما اسم هذا المرض؟ من له خبرة يفيدني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرحة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بما في نفسك، أعانك الله وخفف عنك ما أنت فيه.

كثيرا ما تكون العواطف والمشاعر التي نشعر بها، إنما هي أعراض وليست جذر المشكلة أو الموضوع، فهناك دور كبير للعواطف في إخبارنا عن حالتنا النفسية، وهي دقيقة وعلينا الاستماع إليها، وحتى عندما تهمس همسا في آذننا، وعلينا أن لا ننتظر حتى تصرخ هذه العواطف في وجوهنا، وتريد أن تخبرنا بأمر ما.

من الواضح أنك حساسة، وطيبة جدا كما ورد في سؤالك، وقد يفسر هذا سبب انفجارك بالعواطف والانفعالات، فبسبب حساسيتك ولطفك، فأنت تحبسين الكثير من العواطف، ولكن بعد فترة من هذا الحبس، وعندما يطفح الكيل، تجدين نفسك وقد انفجرت بالغضب والانفعال، وقد لا يكون للشخص الذي أمامك في حينها علاقة بهذا الموقف، إلا أنه ربما فعل أو قال شيئا، مما كان الشعرة الأخيرة التي فجرت الموقف، ولذلك فأنت تشعرين بالندم والأسف على ما حدث.

ما الحل؟

أن تقومي بالتفريغ التدريجي عما في نفسك من العواطف والمشاعر، وأولا بأول كما يقولون، وعدم جعل الأمور تتراكم كزجاجة المياه الغازية، ومن ثم الانفجار! ويمكن التفريغ عن مشاعرك عن طريق التعبير عن نفسك عندما تكونين في حالة عاطفية معينة، فعند الانزعاج قولي أنك تشعرين بالانزعاج بسبب كذا وكذا، ونفس الشيء عند الفرح.

هناك عادة طريقتان أساسيتان للتعبير عن المشاعر والعواطف، إما الطرق السلبية أو الإيجابية، فمن الطرق السلبية: الغضب الشديد، وتكسير بعض الأثاث، والضرب، وربما تعاطي بعض الممنوعات أو الحبوب، أو التفكير بالانتحار، ومن الطرق الإيجابية: الحديث المباشر مع الشخص المباشر عن الموقف، وبعض الهوايات المفيدة، كالرياضة والمشي، والرسم، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية من جبال وبر وبحار، والإنسان أمامه الاختيار بين الطريقين، وأحيانا عندما نهمل أنفسنا، فقد نجد أنفسنا ننساق وراء الطرق السلبية للتعبير عن عواطفنا، فنشعر بالندم والحزن.

والاحتمال الآخر لما يمكن أن يكون يجري معك، هي حالة من الاكتئاب، وخاصة أنك ذكرت عددا من أعراض الاكتئاب السريري، كفقدان المتعة والأمل، وبعض اليأس أو النظرة السوداوية، وفقدان الشهية للطعام، ونقص الوزن، وإهمال النفس من ملبس وغيره، وحتى الأفكار الانتحارية، وضعف الثقة بالنفس.

أنصحك إن لم تشعري ببعض التحسن بعد أسابيع من محاولة تعديل المزاج ببعض الأنشطة المريحة، والتي تساعد على الاسترخاء، فأنصحك بمراجعة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي، يمكن أن يعينك على الفهم الأفضل للظروف التي تعيشين فيها، ومن ثم تحديد طبيعة المشكلة، ورسم الحل أو الحلول المناسبة، والتي قد تكون العلاج النفسي، أو حتى الدوائي إن دعت الحالة.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء، -وإن شاء الله- نسمع أخبارك الطيبة.

مواد ذات صلة

الاستشارات