السؤال
السلام عليكم.
العمر : 38 سنة، غير متزوج، وأسكن في شقة مع أحد الأصدقاء وأهلي يسكنون في مدينة أخرى منذ شهر تقريبا، وفي صباح أحد الأيام أحسست بكتمة قوية في صدري، وعدم رغبة في الكلام، وعند آخر النهار اختفت الكتمة، وشعرت بإحساس بالملل والضيق، وعدم الرغبة بالعمل، وما زالت الحالة مستمرة: كراهية للعمل، والخوف من البقاء وحيدا، والرغبة في الهدوء، علما أن الحالة تخف أحيانا، وتزيد أحيانا، وتصل إلى حد التفكير أنه لا يوجد شيء ممتع.
التواصل الاجتماعي جيد، التواصل في العمل جيد، ومع الرغبة في التواجد بالأماكن الهادئة، أحافظ على الصلاة جماعة والأدعية.
جدولي اليومي ثابت: النوم في الساعة التاسعة والنصف مساء، والاستيقاظ لصلاة الفجر، أخرج من العمل في الرابعة عصرا، بين المغرب والعشاء أمارس رياضة المشي.
لا أستمتع حاليا بأي نشاط سوى فترة السفر في عطلة نهاية الأسبوع للأهل، وعندما أصل إليهم تعود حالة الملل من جديد.
فحص فيتامين (د 13)، لا يوجد أشياء مهمة صحيا سوى جرثومة في المعدة.
الحالة الصحية جيدة، النوم جيد، ولا يوجد اضطرابات، ولا كوابيس.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فواز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحالة التي تمر بها ربما تكون اضطرابا بسيطا في المزاج تسبب في شعورك بالملل وعدم الاستمتاع بما هو مفرح وممتع، ونتمنى أن تكون حالة عابرة وترجع كما كنت من قبل.
أحيانا تكون هناك أسباب واضحة يعيها الفرد ويستطيع تحديدها، وأحيانا تكون أسباب خفية، ولكنها تؤثر بطريقة غير مباشرة في المزاج.
على كل نريدك أن تجلس مع نفسك وتحاورها وتسألها ما سبب الملل؟ هل فقدت شيئا في حياتي؟ هل غيرت عاداتي؟ هل لم يتم إشباع رغباتي وحاجاتي؟ هل ظهر عائق حال بيني وبين طموحاتي وأهدافي؟ وإلى آخر من نوع هذه الأسئلة، فربما تجد سببا واضحا أو خفيا وراء تغير هذا المزاج.
فنقول لك أخي الكريم حاول كسر الروتين الذي تعيشه بإدخال نشاطات جديدة في حياتك، أو ممارسة هوايات كانت خاملة، أيضا القيام برحلة إلى مكان أول مرة تزوره، وخطط لكيفية قضاء إجازاتك السنوية، أو الموسمية، وحاول الانشغال بأهدافك القريبة والبعيدة وفكر في وسائل تحقيقها، وأقتنع بما عندك، وألزم الاستغفار فإنه يفرج الهم، ويزيل الحزن، ويفتح لك أبواب السعادة، وتذكر ما قاله رسولنا الكريم في هذا الصدد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ) وفي رواية مسلم: (ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته).
فرج الله همك.