السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أريد أن أستفسر عن وصفة (الزيروكسات) لأغلب مرضى الرهاب الاجتماعي، حيث أنني أعاني من الرهاب الاجتماعي الشديد منذ الصغر، وقد ازداد كثير في المرحلة الجامعية، وعمري الآن هو 20 سنة، وبسبب الرهاب كانت تحصل لي مواقف سلبية في المدرسة، وكذلك في البيت يوميا، وكنت أستخدم (الآندرال) شبه يوميا، وأحيانا كانت تصل الجرعة إلى 200.
وسؤالي عن (الآندرال): ما مدى خطورته لهذه الجرعة؟ وهل يؤثر (الآندرال) في تحليل الدم؟ حيث أنني أريد أن أقوم بعمل فحص شامل للدم فهل سيظهر في النتائج؟ وكيف أستطيع استخدام (الآندرال) و(الزيروكسات) بشكل صحيح مع العلاج السلوكي؟ لأنني لا أستطيع بصراحة الذهاب للطبيب النفسي بسبب الأهل، فقد حاولت كثيرا ولكنني لم أستطع.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حياة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
بالنسبة لعقار (زيروكسات Seroxat) هذه اسمه التجاري، ويعرف تجاريا باسم (باروكستين Paroxetine)، هو دواء ممتاز جدا لعلاج الرهاب الاجتماعي، والجرعة الفعالة دائما هي الجرعة الوسطية، وهي حبتين في اليوم، ولكن قطعا البداية تكون بالجرعة التمهيدية، وهي نصف حبة يوميا (مثلا) لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تكون حبة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم حبتين في اليوم لمدة لا تقل عن ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم بعد ذلك قد ينتقل الإنسان إلى الجرعة الوقائية وجرعة التوقف التدريجي.
البعض يحتاج إلى ستين مليجراما في اليوم، أو تكون هنالك حاجة لدعم الزيروكسات بعلاج آخر.
أما بالنسبة للـ (إندرال Inderal): فقطعا - أيتها الفاضلة الكريمة – جرعة مائتي مليجرام في اليوم خطأ كبير جدا، الإندرال دواء ممتاز، ولكنه دواء حساس جدا، وهو في الأصل يستعمل لعلاج بعض اضطرابات القلب، ولخفض ضغط الدم، ولكن لوحظ بجرعات صغيرة – حتى أربعين مليجراما مثلا في اليوم، أو حتى ثمانين مليجراما في اليوم في بعض الحالات – يحسن كثيرا من حالة الشخص الذي يعاني من القلق أو التوتر أو الخوف أو الرهاب، وأيضا يعتبر علاجا مفيدا للذين يعانون من زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية، والإندرال - نسبة لحساسيته - أي جرعة أكثر من عشرين يوميا لا أنصح أبدا بأن يستعملها الإنسان دون الرجوع لطبيبه، وقطعا الإندرال لا يسمح استعماله بالنسبة لمرضى الربو.
هذا هو الذي أنصحك به، وبالنسبة أنك لا تستطيعين الذهاب إلى الطبيب النفسي: حاولي أن تتكلمي مع أهلك وتقنعيهم بهذا الأمر، وأنت تعيشين في دولة قطر، - والحمد لله – فإن خدمات الطب النفسي متميزة جدا، كما أن الأدوية - بفضل من الله تعالى - متوفرة في الدولة.
بالنسبة لفحص الإندرال في الدم: فهو ليس من الفحوصات الروتينية التي تطلب، ولكن قطعا يطلب هذا الفحص بالاسم في حالة توقع أن الإنسان تناول جرعة سمية من هذا الدواء، وبكل أسف هو من الأدوية التي كثيرا ما تستعمل في الانتحار ومحاولات الانتحار؛ لأني كما ذكرت أنه دواء مبطئ للقلب لدرجة كبيرة، ولكن لا توجد أي خطورة إذا استعمل بالجرعة الصحيحة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.