السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سؤالي بخصوص الثقة بالنفس: فقد كنت منذ بداية بلوغي وشخصيتي ليست قوية، وكذلك لم أكن أستطيع التحدث إلى الناس وجها لوجه إذا كنت أريد شيئا من أحد، وأفضل أن أرسل إليه شخص آخر، لكن الآن -الحمد لله- أصبحت أتكلم بكل جرأة، لكن ما زال هناك أثر من الماضي، وأريد التخلص منه.
وفي بعض الأحيان عندما أقابل مديري مثلا، يدخل معي في حوار ويأتيني بالأمثلة والحكم، وأنا أحس بأني أمامه ضعيف لا أستطيع أن أكون مثله في الحوار؛ لأنه بصراحة يستطيع أن يدخل في الموضوع حكم وأمثلة، ولديه إقناع رهيب جدا.
وكذلك عندما أكون لوحدي أفكر في أي موضوع، أو فيما سوف يدور بيني وبين أي شخص، أجدني أفهم كل شيء، وأرتب كلاما رائعا ومقنعا، لكن إذا قابلت ذلك الشخص يذهب الكثير مما كنت أود قوله، أو أود إقناعه به، أريد أن أكون قادرا على التعبير فيما يدور في بالي، أو عندما أتحدث مع أشخاص، بماذا تنصحوني؟ وما هي الإرشادات؟
علما بأني أصبحت أثق كثيرا بهذا الموقع الأكثر من رائع، وفقكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صقر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا مجددا.
ليس هناك شخص ثقته مكتملة وعلى الدوام، فالثقة شيء نسبي يختلف من شخص لآخر، ويتباين عند نفس الشخص من ظرف لآخر، ففي بعض المواقف التي نعرف التحرك فيها نشعر بالثقة معها، بينما مواقف أخرى جديدة قد نشعر بضعف الثقة فيها، وهكذا، وربما ما يميز مديرك ليس فقط موضوع الثقة، وإنما هناك أمران إضافيان.
الأول: الثقافة العامة من القراءة والاطلاع، مما مكنه من فهم الحكم والأمثال، وربما الآيات القرآنية؛ وبالتالي يستطيع الاستشهاد بها في مضمون حديثه، ولامتلاك هذا عليك بكثرة القراءة والاطلاعات الأدبية، ليس فقط لتستطيع الاستشهاد بها، وإنما للثقافة بذاتها، فهذا أفضل، والقدرة على الاستشهاد بالحكم والأمثال يصبح تحصيل حاصل.
والثاني: مكانة مديرك، كونه المدير فهذا يعطيه من المكانة والثقة التي تظهره على أنه في غاية الثقة بالنفس، وقد لا يكون الأمر كذلك، إلا أن من يتحدث لمن هو "دونه" في العمل الإداري لا يشعر عادة بالتهديد من الأصغر أو الأقل، وهكذا يحصل معك لاشك عندما تتحدث مع من هو دونك، أتذكر هذا مع بعض الناس؟
والنقطة الأخيرة: من الطبيعي أنك عندما تكون بمفردك فإنك ترتب في ذهنك ما تريد أن تقوله لشخص ما، ومن ثم عندما تلتقي به تجد نفسك غير قادر على قول كل ما أردته، وبالطريقة التي فكرت بها.
ومن جملة الأسباب أن حديثك لوحدك هو حديث ذاتي منفرد، بينما حديثك مع شخص آخر هو حديث ثنائي أو ثلاثي؛ وبالتالي فالحديث بينكم ليس خطابا أنت قد حضرته ويمكنك الآن إلقائه، وإنما أنت تقول شيئا والآخر يقول شيئا آخر، وهكذا فهو حوار تفاعلي متبادل، فلابد أن يخرج عما كنت قد أعددته في نفسك.
وفقك الله، وكتب لك النجاح.