أعراض ضعف التركيز والإنطواء وصعوبة النوم ما المشكلة وما علاجها؟

0 253

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عمري يناهز الثامنة عشر عاما, أصبح التركيز عندي من أصعب الأشياء, وصار التقرير في مسائل عادية وبسيطة يمثل لي تحديا كبيرا, إضافة لبعض الإنطواء والعزلة, وقلة الرغبة في ملاقاة الناس أو التفاعل معهم.

أحيانا أحس أني أريد أن أنام اليوم كله, وأحيانا من شدة القلق لا أستطيع النوم إلا بصعوبة، تنتابني نوبات من التوهان الشديد خاصة صباحا, ونوبات أخرى من القلق الشديد جدا والخوف اللامنطقي, خاصة ليلا وقبل النوم.

أواجه صعوبة في التواصل والتعامل مع الآخرين, والمواقف الاجتماعية صارت تسبب لي إحراجا كبيرا.

أرجو من الدكتور المجيب أن يصف لي مشكلتي بالتحديد, ويا حبذا لو ذكر لي خطة علاجية, ولو أن هناك عقاقير طبية مناسبة لحالتي فليصفها لي.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ متفائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الصحة والعافية.

من خلال المعلومات المتاحة الذي يظهر لي أنك تعاني من حالة بسيطة تحمل سمات القلق وبعض المخاوف، ودرجة بسيطة جدا من الاكتئاب النفسي نسميها بـ (عسر المزاج), والتقلبات المزاجية التي لديك أيضا مرتبطة بالقلق النفسي، لذا أفضل تسمية لحالتك هي (القلق الاكتئابي البسيط) وهذه الحالات كثيرا ما نشاهدها في مرحلتك العمرية، وإن شاء الله تعالى هي عابرة، لكن الشيء العابر قد يكون له آثار سلبية كثيرة إذا لم يتم التعامل معه ومعالجته بصورة صحيحة.

لذا أنت مطالب بأن تكون صارما جدا مع نفسك في أن تستغل الوقت بصورة إيجابية, شعورك بالتكاسل وأنك تريد أن تنام لساعات طويلة: هذا يجب أن تقاومه، وتقوم بفعل ضده وترتب وقتك، مهما كانت مشاعرك محبطة لا تشجعك ولا تدفعك، لكن أنت يجب أن تقوم بفعل ما هو مطلوب وتستفيد من الوقت بصورة صحيحة.

الرياضة أيضا مهمة جدا، يجب أن تجعلها جزءا من حياتك، وسوف يكون من الجيد أن تحفز نفسك بأن تكون لك طموحات، لك آمال، ولك خطط مستقبلية لأن تصل إلى ما تريد أن تصل إليه في حياتك، وقطعا الحرص في أمور الدراسة في هذه المرحلة العمرية مهم جدا.

وأنصحك أيضا بالاستفادة من كل شيء، وأن تكون لك صحبة ممتازة، هذا رصيد عظيم جدا من المهارات الإنسانية التي تحول الشخصية وتجعل بناءها بناء إيجابيا.

اصرف التشاؤم عنك، وكن إيجابيا ومتفائلا، يجب أن يكون لديك العزيمة والتصميم، فهما مفتاح الأمان للإنسان من أجل أن ينتج، ومن أجل أن ينجح، ومن أجل أن يبدع.

أنت صغير في السن، أمامك مستقبل ممتاز، لديك طاقات فعالة جدا يجب أن تستفيد منها.

بالنسبة للعلاج الدوائي: قد لا يكون ضروريا من وجهة نظري، لكن هنالك قطعا أدوية تحسن من الدافعية وتقلل القلق الاكتئابي، ودواء بسيط جدا مثل: عقار (مودابكس Moodapex) ويسمى علميا (سيرترالين Sertraline) سيكون جيدا، وجرعته هي نصف حبة ليلا –أي خمسة وعشرين مليجراما– لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى حبة كاملة، وهذا أيضا يتم تناولها ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول هذا الدواء.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات