السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
زوجي مصاب بقصور في الكلى، ولم يتم الإنجاب، ولي ثلاث سنوات منذ زواجي، وعندما قمنا بعمل الفحوصات تبين أن الحيوانات المنوية صفر، وعنده التهاب في الخصية، وضمور في بدايتها؛ أي أن حجم خصيته بدأ يضمر.
هل من أمل في الإنجاب بالحقن المجهري أو الأنابيب، أم يجب عليه الزراعة كي يتم الإنجاب؟
علما بأن زوجي مصاب بالقصور الكلوي منذ سنتين، وكان في السابق بخير ولديه حيوانات منوية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Saly .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
أختي الكريمة: لكي يتم الحمل الطبيعي أو الحمل بواسطة التقنيات المساعدة، مثل: تقنية الأنابيب، أو الحقن المجهري -بإذن الله تعالى- لابد أن يكون هناك حيوانات منوية، تنتجها خصيتا الزوج، حتى ولو بأعداد قليلة، كما هو مطلوب في حالة الحمل بالتقنيات المساعدة.
وما دام أنه ليس هناك حيوانات منوية عند الزوج فلا يمكن عمل مثل هذه التقنيات، إلا من خلال الاستعانة بالحيوانات المنوية المخزنة من غير الزوج (بنك المني)، وهذا يحدث في بعض الدول غير الإسلامية، والشريعة الإسلامية لا تقره لأنه يعتبر مثل الزنى (ماء حرام في رحم حرام).
بالإمكان من خلال طبيبكم المعالج استعمال الأدوية المنشطة لعمل الخصية لفترة من الزمن، على أمل أن تتكون بعض الحيوانات المنوية لاستعمالها في التقنية المساعدة للإنجاب، على شرط أن تكون الخصيتان ليستا ضامرتين.
إذا كان السبب هو القصور الكلوي وليس ضمور الخصيتين، وتمت معالجة هذا القصور بأي طريقة كانت، ومن ثم استجابت الخصيتان لإنتاج الحيوانات المنوية الكافية لعمل التقنيات المساعدة؛ فهذا أحد الحلول، على أن تكون الخصيتان صالحتين للعمل، ويعرف ذلك من خلال أخذ خزعة صغيرة، من كلا الخصيتين لدى المختصين، ومن ثم فحصها.
قد تقدمت الآن التقنيات المساعدة لحدوث الإنجاب، حتى مع عدم وجود حيوانات منوية في السائل المنوي، ووجدت بعض الخلايا المنوية القابلة للتطور، يتم معاملتها بطريقة فنية معينة، ومن ثم يتم حقنها بواسطة الحقن المجهري إلى داخل البويضة الأنثوية، وهذه طريقة معقدة نوعا ما، وتتطلب كثيرا من الجهد والمال، ولكنها أحد الحلول أيضا، مع صعوبتها وانخفاض نتائجها.
لا ننسى الدعاء والتوسل إلى الله سبحانه وتعالى، فهو الخالق، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، وهو على كل شيء قدير، ونذكر بدعاء نبي الله زكريا عليه السلام: {رب هب لي لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء}، وقوله: {رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين}، ودعاء نبي الله إبراهيم عليه السلام: {رب هب لي من الصالحين}، ودعاء عام دعا به عيسى عليه السلام فقال: {وارزقنا وأنت خير الرزاقين}.