السؤال
السلام عليكم ورحمة الله...
أنا فتاة في العشرينات من عمري، حدث لي أشياء كثيرة في حياتي، من انتهاكات، و سوء معاملة، مما جعلني انطوائية، وخائفة من الناس، لكن - بفضل الله - زال ذلك بتقربي من الله.
عندما دخلت الجامعة، أحببت شابا، و ظننته - مثلي - على دين، ولم نتكلم خوفا من الله، لكنني اكتشفت مؤخرا، و بعد سنوات طوال، أنه يلعب بمشاعر الآخرين، و صدمت مما حصل.
أصبحت لا أستطيع التعامل مع البشر بعد صدمتي فيه، كما أننا في البيت نفتقد الحنان و العاطفة، فأصبحت لا أتعامل معهم تقريبا، وأشعر حيالهم بكره.
لدي أصدقاء، لكنني لم أعد كما كنت.
أصلي، وأحافظ على أذكاري، لكنني لا أتغير في معاملتي.
تغير سلوكي اليومي في النوم، والأكل، وكل شيء.
الرجاء أفيدوني بنصيحة..
جعله الله في ميزان حسناتكم، وأدخلكم الجنة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على مدحك لهذا الموقع، وعلى الكتابة إلينا.
لاشك أن ما مرت بك من تجارب مؤلمة في طفولتك، من سوء المعاملة، أثرت عليك وعلى شخصيتك، فجعلتك خائفة، مترددة، انطوائية، إلا أنه يبدو أن الله – تعالى - قد وهبك قدرة جيدة على التحمل، وعلى مقاومة ما يمكن أن يؤذيك، حيث أنك قد تجاوزت ما حدث، ودخلت الجامعة.
نعم لقد ذكرت بعض الأعراض التي يمكن أن تكون أعراض اكتئاب، وخاصة اضطراب النوم، والشهية للطعام، وسيطرة المشاعر السلبية.
والأرجح أنك ما تمرين به الآن هي حالة من ردة الفعل لما تعرضت له من الصدمة، من معاملة، ومواقف هذا الشاب، وأرجو أن يكون في هذه التجربة المؤلمة بعض الدروس التي يمكن أن تعينك في مستقبل حياتك.
وطالما سألت النصيحة، فإني أنصحك برعاية نفسك، والرفق بها، وإعطائها فترة للنقاهة، والتعافي من هذه التجربة المؤلمة التي مررت بها، وأن تعطي نفسك فترة مناسبة للخروج من هذه المرحلة، ومن استعادة حيويتك مع نفسك أولا، ومن ثم مع أسرتك، والناس من حولك.
والله تعالى لن يضيعك، وأنت المصلية، والمحافظة على ذكره تعالى.
وما هو إلا موضوع وقت وتشعرين بفرجه تعالى.
وفقك الله، وأعانك على الخروج من هذه المرحلة، والوصول لمستقبل أكثر إشراقا.