السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما، متزوجة منذ سنة ونصف تقريبا ولم يحصل حمل، طوال هذه المدة دورتي غير منتظمة، ولدي كسل بسيط في الغدة وقد تم علاجه -والحمد لله- وتوقفت عن أخذ الدواء.
حصل حمل تقريبا قبل ثلاثة أشهر وكانت فرحتي كبيرة، ذهبت للمراجعة في بداية الشهر الثالث، أخبرتني الطبيبة أن حملي قد توقف نموه في ستة أسابيع، ولابد من الإجهاض وإجراء التنظيف، رفضت وانتظرت مدة أسبوعين ونزل الحمل طبيعيا ولم أحتج للتنظيف -والحمد لله-.
الآن عملت بعض التحاليل لمعرفة سبب توقف نمو للجنين، وكانت النتيجة أني مصابة بداء (القطط) وأخبرتني الطبيبة أنه خامل وليس نشطا، وأعطتني حبوب مضاد يسمى (فامفير) فهل هذا هو الدواء المناسب لحالتي؟ وماذا أفعل في حالة وقوع حمل آخر لتفادي توقف النمو؟
مع أن دورتي غير منتظمة منذ البلوغ، أرجو الرد على سؤالي، فأنا في حيرة من أمري، ولا أريد أن يتكرر معي ذلك، فحالتي النفسية سيئة، وجزاك الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عدم انتظام الدورة في الفترة الماضية مؤشر على حدوث خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات التي تفرز من الغدة النخامية، وبين الهرمونات التي تفرز من المبايض، وكسل الغدة الدرقية لا يعالج لمدة أسبوع إلى عشرة أيام، بل هو حالة مزمنة تنتج عن نقص إفراز هرمون الثيروكسين؛ ولذلك يجب تناول ذلك الهرمون بشكل يومي طوال العمر، مع الفحص المتكرر لهرمون TSH FreeT4 لمتابعة نشاط الغدة؛ لأن كسل الغدة الدرقية من بين الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الحمل والإجهاض.
وبالإضافة إلى تحليل وظائف الغدة الدرقية، هناك تحاليل أخرى يجب إجراءها للوقوف على حالة هرمونات الجسم، وهذه التحاليل هي: FSH LH PROLACTIN ESTROGEN TESTOSTERONE وذلك ثاني أيام الدورة الشهرية، ثم عمل فحص هرمون: PROGESTERONE في اليوم ال21 من بداية الدورة، وعرض هذه التحاليل على الطبيبة، مع متابعة المبايض والرحم بالسونار للوقوف على حالة التبويض، وهل هناك تكيس على المبايض أم لا؟ وما هي حالة بطانة الرحم، هل هي سميكة جدا، أم ضعيفة جدا، أم طبيعية؟ ويجب الانتظار مدة لا تقل عن 6 أشهر بعد الإجهاض لتنظيم الدورة وضبط الهرمونات بعد عمل التحاليل المطلوبة.
وداء القطط هو: مرض يسببه أحد الطفيليات يطلق عليه اسم: Toxoplasma gondii وتعتبر العدوى أكثر شيوعا عند التعامل مع القطط, أو فضلاتها, أو عند التعامل مع اللحم النيء, أو غير المطبوخ, وكذلك شرب اللبن الخام من أغنام مصابة, وكذلك ملامسة اليدين للفم بعد القيام بأعمال الحديقة، وتنظيف الصندوق الخاص بالقطط, أو أي شيء يلامس فضلات القطط.
وهناك الكثير من الأدوية تؤخذ لعلاج هذا المرض, ولكن للحوامل فإن دواء: spiramycin (Rovamycine) وكذلك دواء: leucovorin (Wellcovorin) يفيد في العلاج من هذا المرض -إن شاء الله- في حال وجود نشاط للطفيل, ولكن في حال وجود الأجسام المضادة فقط: IgG antibodies فلا داعي لتناول الأدوية.
أما دواء فامفير: Famvir (famciclovir) فيؤخذ لعلاج مرض الهيربس وهو مرض فيروسي يصيب الفم والأعضاء التناسلية، وربما تم وصفه لعلاج هذا المرض، وليس له علاقة بداء القطط، وعليك مراجعة الطبيب المعالج، ويجب أخذ العلاج الكافي والمناسب حتى لا يتكرر الإجهاض مرة أخرى.
والتعامل مع اللحوم النيئة المصابة, والحليب غير المبستر, وعدم غسل الفواكه والخضروات, أو عدم غسل الأيدي جيدا بعد التعامل مع هذه الأشياء؛ يزيد من فرص الإصابة بهذا المرض.
حفظكم الله من كل مكروه وسوء, ووفقكم لما فيه الخير.