محرومة من حقوقي الزوجية الجسدية والعاطفية، فماذا أفعل؟

0 670

السؤال

السلام عليكم

أنا سيدة عمري 26 سنة، متزوجة منذ أربع سنوات، وأنا الزوجة الثانية لرجل متزوج وأب لأربعة أطفال.

بعد أربعة أيام من زواجنا – في شهر العسل – أحضر زوجي أطفاله عندي، وكان اتفاقنا مسبقا أن تكون هذه الخطوة بعد شهر العسل، وبرر ذلك بعدم رغبة أمهم بالاعتناء بهم كيدا به لزواجه من أخرى.

مع مجيئهم بدأت حياة المسؤولية، وتوقفت كل حقوقي كعروس جديدة، وأيضا كزوجة لها رغبات ومشاعر، حيث أصبح دوري مقتصرا على الاهتمام بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ثمان سنوات إلى تسعة أشهر.

قمت بواجبي الإنساني نحوهم، فوفرت لهم كل احتياجاتهم اليومية من الاعتناء بملابسهم وطعامهم ونومهم وغيره، واستطعت بذلك كسب مودتهم وحبهم حتى أصبحوا ينادونني (ماما)، ويساعدونني في البيت، ويقدمون لي الهدايا، ويخافون علي إذا مرضت.

ومضت الأيام وأنا على هذا المنوال، حتى أني لا أخرج من البيت، ولا أستمتع بحياتي الخاصة، وليس لدي ما يشغلني غيرهم، وقد تأقلمت مع الوضع.

لكن مشكلتي تكمن في معاملة زوجي لي، حيث هجرني جسديا، فلا يمارس الجنس إلا مرة في الشهر، وشحيح في مشاعره نحوي، رغم أنه يغدق على أطفاله من مشاعره الدافئة والحنونة ما يجعلني أتمنى لو يعاملني مثلهم ولو بالقليل مما يهبهم، ككلمة طيبة، أو احتضان برئ، أو أي شيء يسكن هيجان شعوري نحوه.

صارحته برغباتي، واحتياجاتي، وسألته إن كان في شكلي أو جسمي شيء يجعله لا يرغب بي، ولكنه ينفي ذلك، ويدعي أنه يراني أجمل امرأة.

حاولت التقرب إليه بكل الوسائل، من تغيير في غرفة النوم، والتنوع في الملابس والحركات، لكن دون جدوى؛ حيث إنه يصدني وبقسوة كلما رأى مني توددا.

الحياة الزوجية بيننا معدومة – تقريبا – وكأن ما يربطنا معا هم أطفاله فقط.

سافرنا خارج المملكة مرة، وحاولت إيجاد علاقة جديدة بيننا، وقلت له: أريد أن أقضي هذه الفترة كعروس، فوافق قولا، لكنه رفض ذلك بكل تصرفاته، حيث تعامل معي معاملة الأخ مع أخته.

معاملته الجافة تجرني إلى كراهية أطفاله الذين لا ذنب لهم سوى أنه أبوهم.

شكوت الأمر إلى أخواته، فعلمت منهن – وحدثني هو بالأمر سابقا - أنه لم يكن يصبر عن الأولى أبدا، وكان يعاملها بحب ورومانسية، ويغدق عليها من مشاعره، ويحقق لها كل رغباتها الجسدية والعاطفية.

وزادت الهوة بيننا عندما أنجبت طفلي، حيث أصبح يتهمني بالتفرقة في المعاملة بين الأطفال، وأني أفضل ابني على إخوته، وتناسى أن هذه فطرة الأمومة، وهي ليست بيدي، فهو ابني رغم حبي الشديد لإخوته.

سؤالي: أعاني من كل هذه الأمور، وأريد أن أعيش حياة طبيعية، ولا أريد التنازل عن زوجي فأنا أحبه، ماذا أفعل؟ وبماذا تنصحوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أفكار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن نرحب بك في الموقع، ونتفهم هذه المشاعر التي أنت بحاجة إليها، ولم تطلبي إلا الحق الذي شرعه الله - تبارك وتعالى - لك، ونحن سعداء جدا بقيامك بهذا الواجب تجاه هؤلاء الصغار الأبرياء، الذين تركتهم تلك الأم الجاهلة المقصرة في حقهم، ونبشرك بأنك ستنالين عند الله خيرا كثيرا، ونتمنى أن يأتي اليوم الذي يتعرف فيه الزوج على هذا الواجب وهذا المعروف الذي تقومين به من أجل أن يقابل هذا المجهود بالإكرام وبالاحتفاء بك وبالاهتمام، وبإعطائك حقك الشرعي.

ونحب أن نؤكد لك أن هذا الزوج إذا لم يكن به مرضا عضويا أو سببا يمنعه من أن يواصل حياته العاطفية الخاصة بك؛ فإن ذلك يدعونا إلى أن ندعوه إلى مسألة الرقية الشرعية والاهتمام بالأذكار في الصباح وفي المساء، ولا مانع من أن يعرض نفسه على راق شرعي، وكنا نريد أن نعرف عن تفاصيل حياته، وإنفاقه في البيت، وقيامه ببقية الواجبات التي يقوم بها، وحقيقة نحن نحمد لك هذا المجهود الكبير الذي تقومين به تجاه أبنائه الصغار، ونتمنى أن نتعرف على تفاصيل أسباب رفضه، يعني لماذا يرفض؟ ماذا يقول عندما تقتربين منه؟ ماذا يقول عندما تطالبيه بحقك الشرعي؟

هي إجابات كنا نريد أن نستمع إليها؛ لأن من خلالها ستتضح لنا الصورة كاملة، فنحن نريد أن نعرف ما هي الأسباب التي يبديها؟ ما هي طبيعة العلاقة بينه وبين الزوجة؟ هل تزوجت مرة ثانية؟ هل هو على اتصال بها؟ في ماذا يفكر؟ ما هي الواجبات التي يقوم بها في البيت تجاه هؤلاء الصغار؟ كيف إنفاقه عليك؟

وأعجبنا وأسعدنا أنه لبى رغبتك فسافر بك إلى خارج البلاد، وهذا دليل على أنه يفعل ما تريدين، ولكن الاستغراب يكتمل، والإنسان يتعجب في أنه في ذلك المكان لم يقم بواجباته أيضا كرجل، هذا كما اتضح لنا من خلال هذا السؤال، ولم يتحقق الهدف الأصلي الذي أردت من خلاله أن تشعري بشيء من الخصوصية، وهذا من حقك، لا بد أن تشعري بشيء من الخصوصية حتى بعد مجيء أطفالك الصغار، ونسأل الله أن يعين هذا الرجل، وأن يعينك على الصبر، وأن يعينه على القيام بواجباته الهامة.

ولست أدري ماذا لو طالبت بحقك؟ ماذا لو حاولت أن تقولي له: (أنا أطالب بهذا الحق الشرعي، وإلا فدعني وشأني)؟ نحو هذا الكلام مجرد كلام، ما هي الإجابات المتوقعة؟ نريد أن نعرف هل هذا الرجل يريد ولا يستطيع؟ أم هو لا يريد أصلا؟ وإذا كان لا يريد ما هي الإجابات؟ هل هو مصاب بمرض؟ هل هو سليم من الناحية الصحية؟ هل عندما تكون بينكما علاقة خاصة يكون فيها ناجحا أم لا يستطيع أن يؤديها على الوجه المطلوب؟

هذه أسئلة الإجابة عليها تساعدنا في الوصول إلى الأسباب الفعلية في هذا الذي يحدث، ولا نستبعد أنه يحتاج إلى الرقية الشرعية، ولست أدري كيف علاقته برب البرية؟ بالصلاة والطاعات لله - تبارك وتعالى -؛ لأن هذه مفتاح لكل نجاح ولكل توفيق في هذه الحياة.

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعنيك على الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات