أعاني من حالة من اليأس الشديد وفقدان الثقة بالله فما الحل؟

0 511

السؤال

أعاني من حالة اليأس الشديد، وأشعر أحيانا بأنه لا أهمية لي في الدنيا وأني أستحق الموت، إن فكرة الانتحار قد راودتني كثيرا في الفترة الآخيرة.

وأعاني من ضعف الثقة بنفسي، وخاصة أنني أعاني من إعاقة سمعية ولا أرى سوى بعين واحدة.

وللعلم أنا خريج معهد متوسط، وكذلك طالب حقوق في السنة الرابعة، وموظف في دائرة حكومية.

كذلك يراودني شعور دائم بأنه -وأستغفر الله على ما أقول- أن الله لايحبني، وكذلك أنه لا وجود له، أنا آسف لقولي هذا الكلام، لكن صدقوني هذا ما أعانيه.

أرجوكم ما الحل؟

والغريب في الأمر أنه كلما حاولت التوبة والبدء بالصلاة تأتيني حالة النعاس في أثناء الصلاة، بشكل أني في الركعة أشعر بأني سأقع من شدة النعاس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ sami حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة لهذا الموقع.

من المؤكد أن ما تعاني منه صعب ومؤلم لك، وهذا واضح من الرسالة، إلا أننا طبعا لا يمكننا أن لا نربط بين ما تعاني منه من هذه المشاعر السلبية: من اليأس الشديد، وضعف الرغبة بالحياة، وبين الأحداث الصعبة التي يمر بها الشعب السوري؛ حيث القتل والرعب في كل مكان.

أضف إلى ذلك صعوباتك الشخصية من إعاقة السمع والرؤية من عين واحدة، فيا ترى هل هذه الإعاقة بسبب حادث يتعلق بالأحداث الجارية في سورية، أم أنها لا علاقة لها بهذا؟

إذا كان ما بك له علاقة بحادث ما، وبما يجري في سورية، فالغالب أن الأعراض النفسية التي وردت في سؤالك من الشعور باليأس والتفكير بالانتحار... أنها أعراض للحالة الصعبة التي تعيشها في سورية، وهي أعراض للصدمات النفسية وغيرها، بسبب أحداث سورية.

وحتى الأفكار الوسواسية القهرية التي تأتيك بشكل بعض الأفكار المزعجة لك من التشكيك بالله تعالى، وغيره، قد تكون هي أيضا أعراض لحالة الصدمات هذه التي تعيشها.

اطمئن بأن هذه الأفكار -وربما غيرها لم تخبرنا بها لحرجك منها- هي أفكار وسواسية قهرية لا إرادة لك فيها، بل على العكس أنت تحاول دفعها إلا أنها تفرض نفسها عليك، ولذلك نسميها أفكارا قهرية، فهي تأتيك رغما عنك، وهذه هي طبيعة الوسواس القهري، والله تعالى لن يحاسبك على أمر ليس من كسبك.

وإذا استمرت هذه الأعراض عندك، سواء الشعور باليأس وربما الاكتئاب، والأفكار الوسواسية، واستمرت معاناتك، فإني أنصحك بمراجعة طبيب نفسي يشخص لك الأمر بشكل أدق بعد الحديث المباشر معك، وفحص حالتك النفسية، ومن ثم وصف العلاج اللازم، سواء العلاج النفسي بالكلام، أو الدواء، أو كليهما معا.

وأنا من طرفي سأطلب من الزملاء في الشبكة الإسلامية أن يرسلوا لك كتيبا كتبته عن الصدمات النفسية، ما هي؟ وما أعراضها؟ وكيف نتعامل معها؟

وفقك الله، وحماك من كل سوء.

ملاحظة من قسم الاستشارات: سيتم إرسال الكتيب خلال الأيام القادمة على إيميلك الخاص إن شاء الله تعالى.

مواد ذات صلة

الاستشارات