يرتعش رأسي بشكل ملفت عند القلق.. ما تشخيصكم والعلاج؟

0 363

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 29 عاما، جامعية ولا أعمل، أثق بنفسي كثيرا وبقدراتي، متفائلة، لكن مشكلتي أعاني من رعشة شديدة في رأسي عندما أقلق من أمر، وعندما تكون الأنظار علي، مثلا كان لدي مقابلة شخصية، وعندما وجهوا لي أسئلة بدأ رأسي يرتعش بشكل ملفت، حتى وأنا واثقة من الإجابة، واستمر يرتعش حتى نهاية المقابلة، وكذلك عند الأكل مع أشخاص غرباء، وأحيانا عند التحدث مع شخص، أبدو مرتاحة في الكلام وفجأة يبدأ رأسي يرتعش لثوان.

بدأت معي الحالة عندما كنت في المرحلة الثانوية، وأثرت على مستواي الدراسي، طلبت من أهلي الذهاب لعيادة نفسية في حينها ورفضوا، لأنهم يعتقدون أن لا فائدة منها، وعانيت كثيرا منها في الجامعة، والآن بعد أن أنهيت الجامعة ما زالت الحالة معي، وتطورت أكثر حتى عند التحدث مع أهلي أحيانا تحدث لي، وأحيانا يرتعش رأسي فجأة لثوان وأنا بمفردي، أصبحت أخاف المواجهة، أخاف المقابلات، وقبل الذهاب لأي مكان يشغلني كثيرا هذا الأمر، مع العلم أنا بطبيعتي شخصية قلقة أهتم لأبسط الأمور، وحساسة، أرجو منكم تشخيص حالتي، ومساعدتي إن كان هناك دواء لحالتي.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على هذا السؤال على هذا الموقع.

ليت أهلك أخذوك في حينها للعيادة النفسية، لأنهم بذلك يكونوا قد خففوا عنك كل هذه المعاناة لكل هذه السنين، وهذا ليس بغريب على بلادنا حيث قلة الوعي بالأمور النفسية، ووجود الوصمة الاجتماعية للعيادة النفسية، عندما يقول الشخص "هل أنا مجنون لأذهب للعيادة النفسية؟!" سبحان الله! فالإنسان هو نفس كما هو بدن، ونحتاج لرعاية النفس كما نقوم برعاية البدن والجسد، والإنسان يمكن أن يزور العيادة النفسية لأمور كثيرة تمر بحياتنا، كالأمور النفسية والشخصية، والعلاقات الأسرية، والعلاقات الاجتماعية، وليس هذا من باب الجنون الذي يتحدث به الناس.

بالرغم من ثقتك بنفسك، وهذا شيء طيب -ولله الحمد-، إلا أن للرهاب الاجتماعي أعراضا نفسية وأخرى فيزيولوجية جسدية، فالأعراض النفسية كالشعور بضعف الثقة بالنفس، والتوتر والقلق والخوف، وهذه ليست عندك، حيث يبدو من سؤالك أنك لا تعانين من ضعف الثقة بالنفس، ولكن الأعراض الفيزيولوجية قد توجد من دون الأعراض النفسية، ومنها مثلا: ارتعاش اليدين أو الرأس، وصعوبة البلع وجفاف الفم، وربما احمرار الوجه، ولعلاج هذه الأعراض البدنية للرهاب الاجتماعي، هناك العلاج النفسي المعرفي السلوكي، ومن خلاله تتعلمين التحكم بهذه الأعراض الفيزيولوجية، ويقوم على هذه المعالجة الأخصائية النفسية.

العلاج الثاني هو العلاج الدوائي، حيث هناك بعض الأدوية التي تساعدك على التحكم بالأعراض الخارجية للرهاب الاجتماعي، ومنها دواء بروبرونالول/ إنديرال (Prpronalol/ Inderal)، وهو دواء يستعمل بجرعات عالية لعلاج بعض أمراض ضغط الدم وغيره، إلا أنه بجرعات صغيرة يفيد في التخفيف من الأعراض الخارجية للقلق والرهاب، ويمكن تناول 20 ملغ ساعة قبل التعرض للموقف الذي يتوقع الإنسان أنه سيرتبك فيه كالمقابلات الرسمية وغيرها.

عادة أنصح أن يشرف على علاج مثل هذه الأمراض، والصعوبات النفسية الطبيب النفسي، والذي أمامه عدة خيارات يعرفها هو غير هذا الدواء الذي ذكرته هنا، فإذا شعرت أن هذه المشكلة مستمرة في إزعاجك، والتأثير السلبي عليك، فلا تترددي في مراجعة عيادة الطبيب النفسي.

وفقك الله، وخفف عنك هذا.

مواد ذات صلة

الاستشارات