كيف أفعل مع فتاة أعجبت بها، ولا أستطيع الزواج الآن؟

0 481

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب أدرس في الجامعة, أصلي في المسجد, وعلى خلق حميد -بفضل الله-, وأحافظ على غض البصر, وقد أعجبت بفتاة تسكن في نفس الشارع, أعجبت بها لدينها وحيائها, ولكنها لا تعلم ذلك, وأنا لم ولن أكلمها؛ لأني لا أريد أن أتزوج بعد علاقة محرمة, وكذلك أريدها عفيفة وهي أصلا لا تفعل ذلك, لكني أريدها زوجة لي.

كثيرا ما أفكر فيها كزوجة, وتشغل تفكيري, وأشعر بسعادة حينما أراها وأشتاق إلى رؤيتها, لا للنظر لمفاتنها فهي لا ترتدي ما يبرز مفاتنها -وهذا من ضمن أسباب إعجابي بهاـ ولكني أفرح لما أراها, وهذا أول مرة يحدث لي في حياتي.

لكن المشكلة أني لن أستطيع أن أتقدم للزواج قبل 4سنوات على الأقل, وهي كذلك لظروف الدراسة, فماذا أفعل؟ وهل نظري إليها حرام؟ وتفكيري فيها حرام؟ فأنا والله لا أريد علاقة محرمة, ولكني أريد أن أتزوجها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ فاصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكم هو سعيد وعلى صواب من يعجب بدين الفتاة وأخلاقها، وهكذا الفتاة التي تعجب بدين الشاب وأخلاقه، ولكن الإنسان إذا أعجب بفتاة لدينها فإن عليه أن يطرق باب أهلها، ويطلب يدها بطريقة رسمية، إذا أراد أن يطور العلاقة، أما إذا كان غير مستعد للزواج فعليه أن يكتم ما حصل في نفسه، وأن يبتعد عن أماكن وجودها، وأن يجتهد في غض بصره عنها، وأن يسأل الله أن يجعلها من نصيبه، وأن يتواصل مع أسرتها وإخوانها من المحارم ليتعرف بهم، حتى يتعرف على الأسرة من قرب.

أما أن يتقصد أماكن خروجها لينظر إليها، ليكلمها –أو نحو ذلك– رغم أنكم لم تتكلموا إلا أن الطريق الذي تمشي فيه سيوصل إلى هذا، ولذلك من مصلحة الرجل أن يبتعد عن مواطن النساء، والشريعة باعدت بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال في أطهر البقاع، حتى في الصلاة، فجعلت خير صفوف الرجال أولها لبعدها الشديد عن النساء، وجعلت خير صفوف النساء آخرها مع أنهم في صلاة، وكل ذلك لبعدهن عن الرجال.

ولذلك ينبغي أن تدرك أن التمادي في هذه العلاقة والتمادي في التفكير سيكون خصما على نجاحاتك العلمية، وخصما على طاعتك لرب البرية، وستشغل نفسك بأمر وأنت غير مستعد له، ولذلك من الحكمة والصواب والخير أن تتفادى أماكن وجودها، أن تخرج من الشارع الآخر التي لا تخرج منه، وأن تتفادى النظر إليها، وإذا وجدتها أمامك فعليك أن تغض البصر، فإن لك الأولى وليست لك الثانية، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم– لمن سأله عن نظر الفجاءة والفجأة، قال: (اصرف بصرك) ثم قال: (فإن لك الأولى وليست لك الثانية، وإنما عليك الثانية).

لذلك نتمنى أن تتقيد بهذه الأحكام، ونؤكد لك أن إصرار الشاب على طاعة الله هو الذي يجلب له الخير، فما عند الله من الخيرات ومن التوفيق ومن الزواج ومن النجاح لا ينال إلا بطاعته، فاجتهد فيما يرضي الله، ولا مانع من أن تهمس بما في نفسك لأخت من أخواتك، أو عمة من عماتك، أو الوالدة، ويمكن أن تستأمنها على السر من أجل أن تحاول أن تتواصل مع تلك الأسرة، والنساء لهم في ذلك علاقات ولهم في ذلك طرائق، فيمكن أن تذهب هذه العمة والخالة، تقول (فلانة مؤدبة نريدها لابننا فلان) وتقول (فلانة مؤدبة، وكذلك ابننا يحب المؤدبات) يعني نحو ذلك من الإشارات اللطيفة، التي تفهمها النساء، ويرتفع عنك الحرج، ويرتفع عنك التجاوز.

لذلك نتمنى ألا تسلك السبل بنفسك، ألا تحاول أن تنظر إلى الفتاة وتعترض طريقها، ولا تطيل التفكر في أمرها، واشغل نفسك بالمفيد وبطاعة ربنا المجيد، وإذا تهيأت للزواج أو درست في الجامعة حتى لسنتين فلا مانع من أن تطرق باب أهلها، لأن المسافة أصبحت قريبة، وإذا كانت إمكانات الأسرة عالية يستطيعون أن يعاونك في بدايات حياتك فتقدم الآن واطلب يدها، فخير البر عاجله، ولم ير للمتحابين مثل النكاح.

ونتمنى ألا تستعجل هذه الأمور، وكما قلنا لو وجدت من محارمك من يتأكد على الأقل من أنها تبادلك المشاعر، من أنهم يقدرون أسرتكم ويقدروك، لأن هذه مؤشرات إيجابية، حتى لا يكون الانتظار للسراب، وحتى لا تضيع وقتك في فتاة ربما لا تفكر بنفس الطريقة التي تفكر أنت فيها، وليس في ذلك عيب للشاب ولا للفتاة، فإن الإنسان لا يملك قلبه، والتلاقي ليس بين الأجساد، وإنما هو بين الأرواح، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

نسأل الله أن يجمع بينكم على الخير، وأن يوفق الجميع لما يحبه ربنا ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات