السؤال
السلام عليكم...
أنا فتاة تعرضت لحادث في الماضي، ولا زلت أعاني منه حتى الآن، وقد تحولت إلى مشكلة نفسية، لا أعرف لها حلا، حيث أنني لا أطيق سماع أي شيء يتعلق بموضوع الزواج، فأشعر بالغثيان، والانهيار، وأتقيأ، وأبقى متأثرة به فترة طويلة، ولا أستطيع الاقتراب من أي شخص خاطب أو متزوج، ولا أحتمل رؤية حفلات الزفاف والخطوبة، ولو كانت بالتلفاز، أو عند القراءة عنها.
سؤالي: كيف أتخلص من هذه المشكلة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات الشبكةالإسلامية، ونتمنى أن نوفق في مساعدتك.
المعلومات التي وردت في الاستشارة قد لا تكون كافية لمعرفة أسباب المشكلة، ومتى بدأت؟ وما هي الأحداث المصاحبة لها؟ لأن معرفة ذلك يساهم كثيرا في وضع الخطة العلاجية.
وبصورة عامة: قد تحدث ارتباطات سلبية بمواقف معينة، أو عادات معينة، كتناولنا لطعام أو شراب ما، أو رؤيتنا لمنظر ما، أو شمنا لرائحة ما، أو سماعنا لصوت ما، فينتج عن ذلك مشاعر سلبية، قد تظهر في شكل أعراض عضوية؛ كالغثيان، أو الصداع، أو نفسية؛ كالخوف، والقلق، وما إلى ذلك، فتظل هذه الخبرة السلبية عالقة بالذاكرة، كلما ذكر الشيء، نشعر بتلك الأعراض.
فالزواج في حقيقته ليس من الأشياء المنفرة، والمقززة، بل هو من الأشياء المحببة، والمرغوبة لدى معظم الناس، والغريزة الجنسية شرعا لا يتم اشباعها إلا به، وعدد ديننا الحنيف مزايا وفوائد كثيرة للزواج، وحث عليه.
ولعلاج المشكلة نوصيك بالآتي:
1- لا تتهربي من مواجهة المشكلة، وأكثري من قراءة الموضوع من كل جوانبه، الدينية، والاجتماعية، والطبية، ويكون من الأفضل القيام ببحث مصغر، تعتبريه وسيلة علاجية للتخلص من مشكلتك، فربما يصبيك الضيق في البداية، ولكن تحملي ذلك، وواصلي في الموضوع حتى يصبح عاديا بالنسبة لك.
2- مارسي تمارين الاسترخاء العضلي باستمرار، وخاصة عند شعورك بالضيق.
3- قومي بكتابة كلمة زواج يوميا، مع زيادة الزمن في كل يوم، أو كل أسبوع، وأثناء الكتابة تمعني في الكلمة بكل مافيها، واختاري الأوقات المناسبة، والأماكن، التي تشعرين فيها بالراحة لتطبيق ذلك.
4- ناقشي الموضوع مع صديقاتك، أو زميلاتك، كلما وجدت فرصة لذلك.
5- إذا لم تتلاشى، أو تخف الأعراض، اعرضي نفسك على طبيبة، أو أخصائية نفسية، فربما يحتاج الموضوع إلى جلسات نفسية متوالية.
نسأل الله لك الصحة، والعافية.