تسع مشاكل سببتها لي الأفكار القهرية المزعجة.

0 359

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أسعد الله صباحكم بكل خير.

لن أقول لكم: إني مصاب بالوسواس القهري أو بالانفصام، لكن سوف أحاول أن أعبر عما بداخلي قدر استطاعتي, ولكم التشخيص بإذن الله.

عمري 23 عاما, مشكلتي بدأت منذ حوالي ٤ سنوات, أعاني من أفكار مزعجة, لدرجة أنها تتحكم بي وتجعلني أنطق بكلمات لا شعوريا, خصوصا أن هذه الأفكار تتكاثر علي, حتى أشعر أني مخرف.

مثال: عندما أسير بسيارتي أشعر بأن الشارع كأنه سينشق ونهلك, وأشعر أن المباني سوف تتحطم من حولي, أو مكابح السيارة ستنقطع.

أخاف من دخول الأنفاق والمصاعد؛ لأنها سوف تنهار, أو بأن المياه سوف تنتهي من العالم, وسوف أموت عطشا، وصل بي الحال إلى الشعور بأني ملاحق من قبل الشرطة في بعض الأحيان, خصوصا لو كان هنالك حدث في الحي، حتى في صلاتي أشعر أني لم أكبر تكبيرة الإحرام, أو لم أقرأ, أو أنقص أو زدت في عدد الركعات.

في بعض الأحيان عندما أخرج من المسجد أشعر أني لم أسلم تسليمة الصلاة، خاصة في الوضوء, أعيد الوضوء بشكل متكرر, أو أشعر بالرياء والشك في كل شيء, حتى في الدين, مع ذلك أنا والحمد لله أصلي, وأقرأ القرآن, وأذكر الله.

المشاكل التي ولدتها هذه الأفكار لي هي:

1- ضعف في الذاكرة مع معاناة في حفظ الأشياء، يمكنني قراءة جريدة لكن لو سألتني عن العناوين لن أستطيع الإجابة.

2- قلة في التركيز أو لا يوجد تركيز, مثال: لو طلب مني كتابة اسمي (عبد الله) سوف أكتبه بحرف الشيء الذي يشغل بالي (نعبد الله) لا أعلم كيف يحدث الأمر؟

3- صعوبة جلب النوم, بالنسبة لي النوم أصعب شيء, من شدة الأفكار التي تزداد في وقت النوم.

4- مزاج متغير حتى مع الأهل, أكره الناس يوما, وأحبهم يوما آخر وبدون أي سبب.

5- حياء شديد لا أستطيع أن أتكلم مع أمي أو مع أبي.

6- الشعور بالذنب والندم دائما, أقول كلاما أشعر بالذنب لأني قلته, وهو في الحقيقة كلام عادي, مثال: ما أكتبه الآن بعد يومين سوف أشعر بالذنب أو الندم عليه بدون سبب.

الخوف من المستقبل, مثال: أني سوف أموت, أو أني لا أستطيع تربية أولادي، رغم أني لست متزوجا.

7- أفكار محزنة, مثال: لو جاء أحدهم وسألني أين أبوك؟ سوف أفكر أن أبي حدث له مكروه.

8- الخيال المفرط مع أحلام اليقظة.

9- تشتت الأفكار مع الخوف من الأماكن العامة.

حاولت استخدم العلاج السلوكي, في بعض الأحيان أنجح, وفي بعض الأحيان أفشل، نجحت في عدم الخوف من الأماكن الضيقة, ونجحت بعض الشيء في عدم الخوف من الأماكن العامة, وفشلت في السيطرة على الأفكار القهرية, لكن سوف أحاول بكل الإمكانيات خصوصا أني لا أعترف بشيء يسمى مستحيلا، أرجو منكم المساعدة, وجزاكم الله ألف خير.

ملاحظة: لا أتعاطى المخدرات أو التدخين, وكنت أسهر في السابق, لكن تركت السهر والحمد لله على كل حال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdallah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

يبدو من سؤالك أن عندك مجموعة من الأمور: كالأفكار الوسواسية القهرية، وبعض الخوف من بعض الأمور: كالمستقبل، والأماكن الضيقة وغيرهما، وشيء من الزور وهو شعورك بأنك مراقب، وربما أن هناك من يتقصد الإيذاء بك، وربما بعض أعراض الاكتئاب: من مشاعر سلبية، وصعوبات النوم، وضعف التركيز.

وليس غريبا أن تجتمع مثل هذه الأمور دفعة واحدة، ويختلف التشخيص الأساسي من شخص لآخر، فأحيانا قد يكون الاكتئاب هو التشخيص الأولى، بينما الفصام قد يكون عند البعض الآخر، وفي بعض الحالات عبارة عن تشخيص بين الاكتئاب والفصام معا.

وكما أقول دوما: لا يوجد علاج من دون تشخيص، فالتشخيص الدقيق هو الخطوة الأولى قبل العلاج المناسب، ولذلك أجد صعوبة في وصف الدواء أو العلاج الأكثر مناسبة لحالتك.

وباعتبار أن عندك من الأعراض ما يستدعي زيارة الطبيب النفسي، والذي سيحاول الفصل بين هذه الأمور المختلطة، ويحاول أن يتعرف على التشخيص الأولى، والذي يبرر وجود كل الأعراض أو معظمها؛ لذلك أنصحك بزيارة طبيب نفسي في أقرب فرصة، فصحة الإنسان شيء غال, إئتمننا الله تعالى عليها، وأمرنا رسوله الكريم بمداواتها عندما قال -صلى الله عليه وسلم-: "تداووا عباد الله".

وأرجو ألا تتردد أو تتأخر في هذه الزيارة لتأكيد التشخيص، وبداية العلاج في أقرب فرصة.

وفقك الله، وكتب لك الشفاء والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات