السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بعد انتكاس حالتي رجعت إلى السيروكسات 20 حبة باليوم، ولكن تغيرت استجابتي للدواء، ولم تعد إيجابية وتشعرني بالراحة واختفاء نوبات الهلع، بل أصبحت سلبية علي، فقلت أصبر على الدواء وأكملت 4 شهور، ولم يحدث تغير، بل زاد عندي الاكتئاب ونوبات الهلع قليلا، والشعور الغريب الذي انتابني أنني لا أريد العيش، كنت أفضل الموت أتتني مرتين هذه النوبة، أو أكثر.
لولا أني رجل مؤمن لكنت فكرت بالانتحار! لقد تعبت، ومحتار أين الحل أو العلاج الذي يريحني وأرجع طبيعيا؟
مررت بكل هذه الحالات بضيق شديد من دون سبب لدرجة أني ألزم الفراش، ودقات قلب سريعة، ووسواس بالأمراض الخبيثة وشك، وعدم زيارتي للأقارب حتى في الأعياد منطوي ومعزول عن الناس حتى لدرجة أني فكرت أن أترك عملي، ولكني أصبر لأجل عيالي، لا أدري لماذا تغير عني الدواء؟ لم يعد مثل قبل 6 أشهر فما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
التذبذب المزاجي أمر معروف جدا، والأدوية قد تتفاوت فعاليتها، هنالك نوع من التباين الواضح في الشخص نفسه، ناهيك عن أن هذا التباين كثيرا ما نشاهده في أشخاص مختلفين من حيث البنية الجينية.
في مثل حالتك أنا أقول لك إنه من الضروري أن تكون متفائلا، أن يكون لك التصميم والعزيمة والدافعية الداخلية من أجل التحسن، لا تيأس أبدا، ادفع نفسك دفعا إيجابيا، وأنا أقول لك أن رفع جرعة الـ (زيروكسات Seroxat) سيكون أمرا مطلوبا، لأن زيادة الجرعة يمثل - إن شاء الله تعالى – دفعا إيجابيا جدا ليجعل الدواء أكثر فعالية، فاجعل جرعة الزيروكسات أربعين مليجراما يوميا، تناولها على الأقل لمدة ثلاثة أشهر، ودعم هذه الجرعة بعقار (سيوركويل Seroquel) ويسمى علميا باسم (كويتيابين Quetiapine) بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر أيضا، ثم بعد ذلك خفض جرعة الزيروكسات إلى حبة في اليوم، وهذه يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك خفضها إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.
إذا - أخي الكريم – تعديل الجرعة سوف يؤدي إلى نوع من الإطماء أو الإغمار للمستقبلات العصبية، مما يزيد من نشاطها وحساسيتها حول التفاعل الإيجابي مع الدواء.
لا أريد أن أعجل الأمور، فأنا متفائل جدا أن هذا الترتيب سوف يساعدك كثيرا، لكن وددت أيضا أن أذكر لك أنه توجد بدائل وبدائل كثيرة جدا، عقار (سيمبالتا Cymbalta)، عقار (إفكسور Efexor) كلها أدوية فاعلة جدا لعلاج مثل هذه الحالات، لكن يجب أن نتعامل مع الأمور على نهج علمي، والطريقة الأفضل هي أن نرفع جرعة الزيروكسات كما ذكرت لك، وأيضا أنا آمل أنه من خلال دفعك النفسي الإيجابي تستطيع أن تتغلب على هذه الأعراض.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.