السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا طالبة مبتعثة إلى بريطانيا، وأعاني من اكتئاب وقلق يعيقني عن ممارسة حياتي بشكل طبيعي، وهذه الحالة ليست مستمرة، فأحيانا أنجح في التغلب عليها، وأحيانا لا يمكنني السيطرة، وأرغب في أخذ دواء يساعدني في التغلب على ما أشعر به، ولكنني مع ذلك متخوفة من الأدوية، ومتخوفة من أن تسوء حالتي مع الأدوية، أو أن تسبب لي الإدمان، ولقد قرأت بأن حبوب السيبرالكس تفيد في مثل حالتي، فهل تنصحوني بها؟
كما أنني خائفة جدا من زيارة طبيب الأسرة لاستشارته، مع أنني في الواقع ذهبت إليه، وكان رد الطبيب بأن كل ما أشعر به هو بسبب ضغوط الدراسة، ووجود طفل في نفس الوقت، ولكني أشعر بحاجة ماسة للتركيز في دراستي، واستعادة نشاطي وحماسي، فكيف يمكنني إقناعهم بحاجتي للدواء؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانة البحر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا.
معظم الأدوية النفسية -غير المهدئات- لا تسبب الإدمان، وإن كان الأمر يختلط أحيانا على بعض الناس من ناحية أنه يجد نفسه في حاجة مستمرة للدواء، ليس لأنه أدمن عليه، وإنما بسبب أن مرضه مازال فعالا ولم يتعافى بشكل نهائي، ولذلك يحتاج لهذا الدواء، وهذا من مثل بعض الأمراض الأخرى كالسكري وضغط الدم، فالمريض يحتاج للدواء ليس بسبب الإدمان وإنما بسبب استمرار الحاجة للعلاج.
طبعا لابد قبل وصف دواء مضاد للاكتئاب من تأكيد التشخيص بأنها حالة من الاكتئاب وليس شيئا آخر، ونعم يمكن أن يشتبه الاكتئاب أحيانا مع حالات الضغط والتوتر وصعوبات الحياة، وإن كانت هذه الضغوط والصعوبات تسبب الاكتئاب، أو أنهما يتواجدان معا في وقت واحد.
وإذا تأكد التشخيص بأنه اكتئاب؛ فمن السهل الحصول على أحد مضادات الاكتئاب من قبل الممارس العام في بريطانيا، أو طبيب الأسرة.
ولكن لفت نظري أن لديك طفلا صغيرا، فأرجو الانتباه بأنه قد تكون حالتك هي حالة من اكتئاب ما بعد الولادة، وخاصة إذا كان طفلك أصغر من سنة من العمر، وقد لا يكون، ولكن وجب التنبيه لهذا الأمر، حيث أنه يمكن أن يمر على بعض الأطباء ولا ينتبهون إليه.
نعم دواء الـ (سيبراليكس Cipralex) من الأدوية الجيدة المضادة للاكتئاب، وإذا تأكد التشخيص فيمكنك طلبه من الطبيب.
وفقك الله، وخفف عنك ما أنت فيه، ويسر لك دراستك التي ابتعثت من أجلها.