هل اختلال الأنية من القلق أو نوع من الصرع؟

0 444

السؤال

السلام عليكم

لدي سؤال بخصوص اختلال الأنية: أشعر به لكن على فترات متقطعة، أحس أني لا أشعر بجسدي وكأني في وهم، أو أني مخدر كليا.

ودخلت على المواقع الإلكترونية، ووجدته نوعا من أنواع الصرع، إلا أنني لا أشتكي من أي أعراض أخرى، ومدة النوبة متفاوتة، فأحيانا ساعة وتختفي عندما يتغير المحيط الذي أنا به، وأحيانا أقل، فهل هذا من القلق أم الصرع؟

علما أن عندي قلق وخوف من الموت دائما، ذهبت إلى الطبيب النفسي، وقال إنها أعراض نفسية، ولكن لم أقتنع وأنا خائف، ما التشخيص برأيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اضطراب الأنية يمكن أن يكون تشخيصا منفردا إذا كانت الأعراض مطابقة لما ورد في التشخيصات العالمية، خاصة التشخيص الإحصائي الأمريكي رقم خمسة، وهو الأحدث، وفي هذه الحالة يشعر الإنسان بأن ذاته ليست هي ذاته التي يعرفها، أو أنه قد انفصل عن نفسه، أو يشعر بأنه قد ابتعد عن نفسه، وقد يشعر الإنسان أيضا أن محيطه متغيرا.

أما النوع الثاني من اضطراب الأنية: فتكون الأعراض موجودة، ولكنها خفيفة ومصاحبة لاضطراب آخر لمرض نفسي آخر مثل: القلق النفسي، أو الاكتئاب النفسي، واضطراب الأنية يمكن أيضا أن يكون مصاحبا لمرض الصرع، يعني أن اضطراب الأنية ليس نوعا من أنواع الصرع، ولكنه قد يوجد مع مرض الصرع، خاصة الصرع الذي ينشأ من الفص الصدغي.

أما بالنسبة لعلاقته مع القلق، فهو يمكن أن يكون جزءا من القلق – كما ذكرنا – وحتى إذا أخذنا اختلال الأنية كتشخيص قائم بذاته ومتفرد، فسوف نجد أنه مربوط ومتصل مع ما يعرف بـ (الاضطرابات التحولية، أو الانشقاقية)، والتي كانت تسمى سابقا بـ (الاضطرابات الهيستيرية)، وهي نوع من القلق أو العصاب النفسي.

محددات هذه العلة لا نقول: إنها قد اكتملت بصورة واضحة، والمعايير التشخيصية الآن أصبحت معقولة جدا، لكن لا نقول: إنها قد اكتملت.

لا أريدك أن تتعجل أبدا، وتقول: إنك مصاب بنوع من أنواع الصرع، ربما يكون الأمر نوعا من القلق البسيط الذي يؤدي إلى هذا الشعور بتغير الإحساس، وأنت أصلا لديك قلق وخوف من الموت، فهنا قابليتك واستعدادك للخوف ربما تعطيك هذا الشعور بالتغرب عن ذاتك.

حتى يحسم هذا الأمر وتطمئن أنصحك بالذهاب ومقابلة الطبيب النفسي، ومن خلال الفحص والمناظرة، وإجراء الفحوصات اللازمة مثل: تخطيط الدماغ سوف تطلع - إن شاء الله تعالى - وبصورة كاملة ومفصلة عن حالتك، ومن ثم يضع لك الطبيب النفسي الخطة العلاجية.

الذي أراه أن الذي تعاني منه هو غالبا نوع من أنواع القلق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات