السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا حامل بالشهر التاسع، وعند جنيني مشكلة تضخم بالكلية اليمنى بمقدار 1.3 سم، واليسرى بمقدار 0.9 سم، دخلت في الشهر التاسع بتاريخ: 2/10/2013، ومقدار السائل الذي حول الجنين 21 ملم، وعنق الرحم مغلق وطوله 4.3 سم، فهل يجب علي أن ألد بعملية قيصرية، أم أنتظر حتى آخر الشهر؟ وهل من الممكن أن يتوفى الجنين عند الولادة بسبب التضخم؟ وهل يعني أنه يجب أن أحدد عدد الأولاد لأني بكرية، ولأن ولادتي الأولى قيصرية؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن من فوائد المتابعة بالتصوير التلفزيوني للحمل هو تشخيص مثل هذه الحالات، فهذا ما يسمح لنا بمتابعة المولود بعد الولادة مباشرة، لتفادي أية اختلاطات ممكنة – لا قدر الله -.
وأتوقع أن يكون قصدك بتضخم (كلية الجنين) هو وجود توسع في (حويضة الكلية)، وهذا يختلف عن تضخم الكلية، فحويضة الكلية هي الجزء من الحالب الذي يكون متوضعا داخل الكلية، ويتشعب فيها إلى تشعبات متعددة تشبه الكؤوس.
وهذه الحالة أي(توسع حويضة الكلية)، قد تحدث في جانب واحد أو في الجانبين، ونسبة حدوثها أكثر في الأجنة الذكور، ومن أهم أسبابها وجود ضيق في مجرى الإحليل، مما يؤدي إلى رجوع البول إلى الحالب، ثم حدوث توسع في حويضة الكلية، ومثل هذا التوسع قد يترافق مع تشوهات خلقية أخرى في الجنين، أو قد يكون معزولا، أي لا توجد معه تشوهات أخرى، ويبدو بأن الحالة عندك هي من النوع المعزول، أي لا توجد تشوهات أخرى في الجنين - والحمد لله -، لذلك فالتصنيف هنا سيعتمد على درجة التوسع، فهنالك درجة خفيفة، ومتوسطة، وشديدة، ولكن بالنسبة للحالة عندك فالدرجة هي متوسطة.
وأهمية التصنيف هو أنه يعطينا تصورا عن إمكانية احتياج المولود للعلاج بعد الولادة، ففي حالة كان التوسع من الدرجة المتوسطة - كما هو الحال عند جنينك - فاحتمال أنه سيحتاج إلى علاج بعد ولادته، فهي تقريبا 35%- 30%.
والعلاج: إما أن يكون عبارة عن مضادات حيوية، أو جراحة لإزالة الانسداد، أو الاثنين معا.
توسع الكلية من الدرجة المتوسطة أو حتى الشديدة لا يسبب وفاة الجنين فجأة، فتوسع حويضة الكلية لا يعتبر حالة طارئة أو حادة تحدث للجنين، لكنها حالة مزمنة تتطور بالتدريج، وسيكون هنالك وقتا كافيا لعلاجها بعد الولادة - إن شاء الله -، ومن الأفضل الانتظار إلى أن يصل عمر الحمل إلى 37 - 38 أسبوعا لضمان نضج رئتي الجنين قبل إتمام الولادة.
وبالنسبة لك فكونك بكرية، وعنق الرحم عندك غير ناضج بعد، والماء حول الجنين على الحدود الدنيا، فإن احتمال الاستجابة على الطلق الصناعي هي قليلة، واحتمال القيصرية هو المرجح.
ولكن بالرغم من ذلك، يجب تجربة تحريض المخاض بالطلق الصناعي أولا، بشرط أن تكوني تحت رقابة جيدة في غرفة الولادة، فإن حدثت استجابة، فقد يتوسع الرحم، وتحدث ولادة طبيعية - إن شاء الله -.
أما إن بقي الرحم مغلقا، أو حدث أي شيء طارئ، فيمكن حينها اللجوء إلى عملية قيصرية، وإن تمت ولادتك بعملية قيصرية، فهذا لا يعني بأن الولادة الثانية يجب أن تكون عن طريق عملية قيصرية أيضا، بل يمكن أن تلدي طبيعيا بنسبة عالية تصل إلى 70% - بإذن الله - إن كان سير الحمل الثاني سليما.
نسأل الله العلي القدير أن يتم حملك وولادتك على خير.