السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أشكر الله على أن من علينا بمثل هذا الموقع المعطاء، ثم الشكر لك د. محمد على ما تبذله، رفع الله قدرك وأسعدك والقارئين دنيا وآخرة.
فلنبدأ من البداية: أنا شخص عمري 24 سنة، ويظهر علي التدين بفضل الله، الأوسط من الذكور والإناث في العائلة، -الحمد لله- أملك من المواهب والقدرات الكثير، ولدي طموح وأهداف أود أن أحققها قبل الرحيل لأترك أثرا لي على وجه هذه البسيطة.
وراثيا: أبي تظهر عليه علامات القلق والشك والوساوس، ولكنه بحالة طيبة -بحمد الله- وكذلك جدي رحمه الله، بدأت معاناتي يا د. محمد في آخر المرحلة المتوسطة بقليل من الاكتئاب ووسواس الموت، ولكنها لم تطل، أتى بعدها بفترة وسواس الطهارة الذي بصراحة لم آبه له حتى مل مني، وولى، ثم زارتني وساوس تمس الذات الإلهية، وقد تعبت منها وأنهكتني ولازمتني لفترة، ثم سافرت من غير عودة.
في المرحلة الجامعية أتتني نوبات اكتئاب متقطعة ووساوس وقلق حتى قررت الذهاب إلى دكتور نفسي، وذكر أنني مصاب بالوسواس القهري، وصرف لي " الفافرين" الذي قطعته بعد شهرين تقريبا، ثم عدت إلى حياتي الطبيعية لفترة طويلة كانت تتخللها مشاكسات مع الوساوس والقلق، كدت أن أنسى نوبات الهلع، والتي تتركز عند السفر، أو خروجي لمكان بعيد عن المنزل، وقد لازمتني لفترة طويلة حتى رحلت.
الآن دكتوري الفاضل لدي أعراض تنكزني بقوة أصابتني بعد وفاة أخي الصغير رحمه الله، وذلك قبل رمضان الذي قضى، علما بأني ألهمت الصبر على المصيبة، ولكن كانت هناك أمور صاحبت إجراءات الوفاة سببت لي ضغوطا وحملتني مسؤوليات، الأعراض كالتالي:
- أصابني قلق مستمر ومخاوف غير منطقية أخشى من تسلطها.
- الخوف من الجنون، ومن أن أكون مثل المريض فلان وفلان.
- أفكار سلبية متكررة.
- وساوس ودوافع غريبة منطقيا ملحة أرفضها، ولكن أخشى من تصديقها.
- أشعر أحيانا بغربة الذات.
- صداع نصفي أتعبني كثيرا، وصداع أعلى الرأس.
- أشعر بأني لا أفهم ما أسمع، ولكني بخلاف ذلك.
- أشعر أحيانا بأن الماضي مجرد أحلام.
- أسئلة فلسفية عن التفكير وتفاصيله.
- نومي غالبا أصبح نهاريا، وأكثر أوقاتي على الآيباد متصفحا الاستشارات والمواضيع النفسية.
حاليا يا دكتور لم أعد أصلي في المسجد، واعتذرت من الجامعة هذا الفصل الدراسي وانحسرت علاقاتي الاجتماعية، علما بأني اجتماعي وعلاقاتي مع الآخرين عال العال، والآن أصبحت رفيقا للمنزل، أخشى من الخروج، وهذا لا يعني البقاء مطلقا فأنا أخرج أحيانا لقضاء حاجيات أهلي، حينما أتذكر يا دكتور محمد أن مسؤولية التغيير الذاتي تكون على عاتقي يصيبني الإحباط، وأتساءل هل سأعود كما كنت أم أصنع إنسانا آخر يلائم الحال الذي أنا عليه.
هل هذا عصاب أم شيء آخر؟ هل التجاهل للوساوس وتناسي المرض يجدي أم الاعتراف به أولى ؟ ما هي الخطوات التي ينبغي أن أخطوها بداية، علما بأني متواصل مع الدكتور ميسرة طاهر معرفيا وسلوكيا، ولكني أردت سماع نصيحتك ومشورتك؟ هل هناك نماذج مشابهة نجحت وتجاوزت هذه العقبات؟ وللفائدة هل هناك علاقة بين العصاب والذكاء؟
هذا والحمد لله أولا وآخرا.