كيف أتعامل مع ابني وقد تأثر بالظروف المحيطة؟

0 329

السؤال

السلام عليكم

ابني الكبير دخل هذا العام المرحلة الابتدائية في الدراسة، ولكنني ألاحظ عليه بأنه شديد التأثر بالظروف المحيطة، فمهما حاولت أن أهيئ له الظروف داخل المنزل، ولكنني أجده يتأثر بالظروف الخارجية الخارجة بالطبع عن سيطرتي.

يظهر تأثره بتلك الظروف نفسيا فتزداد عصبيته جدا جدا، وأحيانا تظهر على شكل تلعثم في الكلام يجيئ تارة ويختفي تارة أخرى.

مؤخرا عندما دخل المدرسة اشتكى من أسلوب تعامل المعلمة، وللأسف المعلمات والمعلمون هنا لا يراعون ظروفا للطلاب، سواء كانت تلك المدارس خاصة أو حكومية.

عموما: وفي الأسبوع الثاني من الدراسة جاء إلينا بشكل مختلف تماما، حيث وجدته يحرك إحدى عينيه، ويجز عليها ويعتصرها، ويكرر ذلك كثيرا، حتى أصبحت أخشى عليه من أن يضحك عليه زملاؤه، فتسوء حالته أكثر وأكثر.

عندما عدت إلى صفحات الانترنت علمت بأن حالته سببها التوتر والقلق، أو الخوف والغضب، ولها بعض العلاجات التي قد تفيد بنسبة 50 % ولكنها أدوية قد تتحول إلى إدمان مستقبلا.

أرشدوني بارك الله لكم فى كيفية التعامل مع ابني، فإن قلبي يعتصر عليه، وهل هناك علاج دوائي ناجح لتلك الحالة أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا في هذا الموقع بهذا السؤال، وحمى الله طفلك من كل سوء.

ليس مستغربا أن يشعر الطفل بالقلق والارتباك مع بداية مرحلة دراسية جديدة، ومعظم الأعراض التي وردت في سؤالك متعلقة بقلق الأطفال.

من المفيد أنكم تحاولون تحسين الظروف البيئية الخارجية قدر الإمكان، ولكن العمل على تطمين هذا الطفل هو الأهم في هذه المرحلة الهامة والحرجة من حياته.

أفضل أسلوب للقيام بهذا التطمين هو الأسلوب غير المباشر، وعن طريق تجنب الحديث معه بأنه قلق أو مرتبك أو ما شابه هذا، لأن هذه الإشارة لن تزيده إلا اضطرابا وقلقا.

اقضوا معه بعض الوقت باللعب الهادئ وفي جو آمن مطمئن، وبحيث يشعر الطفل أن والده ووالدته يشعران بالطمأنينة والهدوء، والخبر السعيد أن المشاعر والعواطف الإيجابية تكون عادة معدية!

حاولوا أن تدربوا الطفل وتعودوه على الذهاب للنوم في ساعة مبكرة مناسبة للأطفال، وخاصة في أيام الأسبوع وأثناء الدوام المدرسي، فهذا يعطيه ما يحتاج من النوم، مما يجعله في الصباح أكثر اطمئنانا وراحة.

ونحن لا ننصح أبدا بإعطاء الطفل الأدوية النفسية في مثل هذه الحالات، إلا أن تكون نوعية الأعراض وشدتها مختلفة جدا عن هذه الأعراض، ولا أشعر أن أعراض هذا الطفل يستدعي العلاج الدوائي، بالإضافة إلى أن بعض الأدوية النفسية قد تؤثر على نمو الطفل وتطوره.

والخبر السعيد أيضا أن معظم الأطفال ينمون ويتجاوزون هذه المرحلة القلقة من حياتهم مع بداية الحياة المدرسية، ومن دون أن يترك هذا عندهم أية أعراض مزعجة.

حفظ الله طفلكم، وإن شاء الله نسمع الأخبار الطيبة عنه، وأقر الله به عيونكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات