السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموقع الجميل.
أود أن أستشيركم في مشكلتي، أعاني من الاكتئاب والإحباط بعض الشيء، سوف أحاول أن لا أطيل عليكم كثيرا، في نهاية السنة الماضية صديقة أمي رأتني في منامها كأني آتية من الحج أرتدي الأبيض، وفي وجهي نور، في بداية هذه السنة من الله علي بالهداية، ولكنني أصبت بالوسواس القهري لأشهر طويلة شككني بوجود الله، ولكن اتبعت نصيحتكم هنا، وحاولت جهدي أن لا ألتفت لهذا الوسواس مع أن الموضوع لم يكن سهلا، لأن الوسواس كان يأتيني بغير إرادتي، خف الوسواس الآن -ولله الحمد-.
في هذه الفترة كنت وحيدة معظم الوقت ولا زلت، أنا أحب الاختلاط مع الناس لكني أعيش في بلد أجنبي، وليس هناك الكثير من الصالحات، وأريد أن أختلط بالصالحات فقط ولا أعود إلى الخلف، صديقاتي دائما مشغولات مهما حاولت أن ألتقي بهن لا أفلح، أعاني من الوحدة، أحاول أن أجد عملا، وما زلت أبحث وأقدم طلبات حتى الآن.
المشكلة الأخرى أني حاولت أن أبر بوالدي ابتغاء وجه الله، فوالداي مطلقان، ولكن والدي يظل يتكلم عن مشاكله السابقة مع أمي ويسب الناس، نصحته كثيرا بلا فائدة، حتى أصبح يشتمني بكلام قبيح جدا مما أدى إلى ابتعادي عنه، فكنت أبكي كلما تكلمت معه وهو لا يهتم.
وضغط الجامعة سبب آخر، فعلي الكثير من البحوث والواجبات والامتحانات، وقليل من الوقت، أجتهد كثيرا في دراستي ولا أحصل على علامات عالية، مما أدى لإحباطي، أبكي في اليوم مرتين على الأقل مما سبب لي الأوجاع في الصدر والبطن عندما أتوتر وأبكي، لا أجد من يهتم بي ويخرج معي، فأمي مشغولة، وإذا أردت أن أخبرها عن مشاكلي أحس بأني أضايقها، وبعد هذا أندم على إخبارها مع أنها وقفت بجانبي في البداية، ولكني أظن أنها مللت من سماع مشاكلي.
أستغفر في اليوم مئات المرات منذ شهر 3 تقريبا، فتعلمت عن ثمرات الاستغفار، وكنت أنتظر الفرج، ومحافظة على صلواتي –الحمد لله- والسنن وأذكار الصباح والمساء، أدعو في كل صلاة، وعدت من جديد لقيام الليل والرقية الشرعية، فصديقة أمي قرأت علي وأخبرتني أني محسودة، وذهبت إلى شيخ منذ عدة أشهر وقال أنه حسد أو مس، بالفترة الأخيرة أصبحت أغضب عند ذكر الله، كنت أجد الطمأنينة والسكينة عند الصلاة وقراءة القرآن، ولكن الآن أخاف أو أغضب، أحيانا أشعر بالنعاس أو بضيق في الصدر فأتوقف عن الذكر، تأتيني خواطر وأفكار غير جيدة وأغضب من نفسي.
كنت أظن أن التقرب من الله سوف يكون سكينة وطمأنينة، ولكن أنا أعاني ولن أكذب عليكم أني أشفق على نفسي، فتحولت من إنسانة متفائلة لا تعرف البكاء إلى فتاة دائمة البكاء والأحزان، وكنت أقول لصديقاتي: لا تقلقوا فالله معنا. لا أسمع الأغاني ولا أتكلم مع شباب، أبتعد عن الغيبة بقدر المستطاع، ولا أشتم أحدا، محتشمة وأحاول بقدر المستطاع الابتعاد عن الحرام وأطيع الله، أحمد الله على نعمه علي، وأن حالي أفضل من الكثير، لكن أود التخلص من هذه المشاكل، فقد أصبحت أفكر سلبيا، وأكره من حولي.
من فضلكم أرشدوني فأنا أحب نصائحكم، وعندي بعض الأسئلة:
- هل حالتي النفسية دليل على سخط الله علي؟ أم ابتلاء محبة؟ وهل سأصبح من عبدة للشيطان بهذا الوسواس كما يقولون؟
- أمي تقول إذا فكرت بهذا الوساوس ستصبح حسناتي هباء منثورا، هل هذا صحيح؟ فهذا الكلام زاد من كآبتي وإحباطي، فالله يشهد أني أحاول بقدر استطاعتي أن لا ألتفت إليها، ولكن بقائي لوحدي يسبب لي هذا الشيء، فإن كنت مع أحد ذهبت هذه الوساوس عني، والله إني أحب الله كثيرا.
- من عدة أشهر رأيت في المنام سيدنا يوسف -عليه السلام- جالسا حزينا وحده، واسم سيدنا صالح -عليه السلام- كان أيضا يأتي في المنام، فما معنى هذا؟
جزاكم الله خيرا، وأتمنى أن تساعدوني.