السؤال
السلام عليكم.
حصل لي ألم في الصدر سبب لي قلقا، ذهبت إلى الطبيب، وقام بإجراء كافة الفحوصات المخبرية، وفحص الجهد والإيكو، وصورة الأشعة، وصورة ملونة للقلب والشرايين CT ، -والحمد للخالق- كان كل شيء طبيعيا جدا، ولكن لاحظت ارتفاعا في ضغط الدم متذبذبا، أي أن القياسات على النحو التالي 130/97 - 125/90 120/87 /133/90 140/100 120/80 .
النتائج المرتفعة تكون وأنا في حالة توتر وقلق، وبدأت أفكر سلبيا، وأفكر بالموت، وكل من يلاحظ شحوبا في وجهي أو اصفرارا، ويقول لي: ما بك، أتوتر أكثر، ويصاحب التوتر ألم في الصدر، وارتفاع في الضغط، لا أعرف ما إذا كنت مصابا بالضغط، أم لا، حيث إن طبيب القلب أجابني بأنني لست مصابا بمرض الضغط، وأنا قلق جدا، وأحيانا أتناول حبة دنكسيت فتريحني بعض الشيء، ولكنها لم تزل الوسوسة من رأسي.
علما أنني مهندس، وحالتي المزاجية أصبحت تؤثر على عملي، وعلى بيتي أرجوكم ما هو الحل؟ وهل هناك دواء لا يسبب التعود والإدمان؟ وهل النتائج مضمونة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ osamasma حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله تعالى الذي أنعم عليك بنعمة الصحة، وفحوصاتك كلها سليمة وممتازة، وبالنسبة لتذبذب ضغط الدم والارتفاعات البسيطة التي تحدث لك وتكون مرتبطة بالتوتر: هذا يسميه البعض بضغط الدم العصابي أو العصبي، وكما قال لك الأخ طبيب القلب أنك لا تعاني من ارتفاع في ضغط الدم، وهذه بشارة طيبة، لكن قطعا الموضوع يحتاج منك لشيء من المراقبة، بشرط ألا تكون موسوسا حول هذا الأمر، يعني تقيس ضغط الدم مرة واحدة في الأسبوع (مثلا) هذا قد يكون أفضل، خاصة إذا كان لديك تاريخ أسري بارتفاع ضغط الدم.
موضوع القلق - أيها الفاضل الكريم - والتفكير السلبي والتخوف من الموت هي أعراض شائعة جدا في هذه الأيام، لكن الإنسان من خلال التفكير الإيجابي وإدارة النفس بصورة جيدة والتفاؤل والفعالية في كل دروب الحياة يستطيع أن يتخلص من هذه الأعراض، كما أن ممارسة الرياضة نعتبرها أمرا هاما وضروريا، وكذلك تمارين الاسترخاء.
أنت رجل لديك أشياء طيبة وجميلة جدا في حياتك، يجب أن تتذكرها دائما، وتحاول أن تطور ذاتك، هذا من الأمور التي ننصح بها تماما.
بالنسبة للعلاج الدوائي: عقار ديناكسيت دواء جيد على المدى القصير، بمعنى أنه يخفف من وطأة القلق والتوتر، لكن إذا تناولت أحد الأدوية ذات الفعالية الأفضل كعقار (سبرالكس)، والذي ويسمى علميا باسم (إستالوبرام) مثلا لمدة ثلاثة أشهر فقط، ربما يكون هذا أفضل؛ لأنك بهذه الطريقة تكون قد بنيت قاعدة علاجية سليمة، وأنت تحتاج للسبرالكس بجرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بخمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر ونصف، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
ولا مانع أن تستعمل حبة من الديناكسيت يوميا لمدة أسبوعين (مثلا) كعلاج تدعيمي مع السبرالكس، وبعد ذلك توقف الديناكسيت، وتستمر على السبرالكس، لكن ليس هنالك ما يمنع أن تتناول الديناكسيت في المستقبل إذا كان هنالك حاجة لذلك.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل وثقتك في إسلام ويب.