كيف نتعامل مع أختي الصغيرة التي لا تحترم حتى أمي؟

0 333

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سجلت في هذا الموقع لأنه أعجبني، ومستواه ممتاز بالنسبة لي، وهو الوحيد الذي سيقدر أن يساعدني.

عندي أخت تبلغ من عمرها 10 أعوام، وأريد حلا معها، هي إنسانة تستفز من هم أكبر منها، أنا أحترمها وأقدرها وأحاول أن أتقرب منها بلا فائدة، لا تهتم بي ولا تحترمني، ودائما تفتعل مشاكل كثيرة مع الأهل، حتى أمي لاحظت هذا الشيء، دائما تتشاجر مع أمي كل يوم، ولا أعرف ماذا أفعل معها، دائما تحرجني أمام الناس، وهي تحترم بنات خالاتي، وتعاملهن باحترام وتضحك معهن، وأنا البطة السوداء عندها، لا احترام ولا غيره، قلت بنفسي أنها يمكن أن تعاني نقصا في الحنان، حاولت أن أعطيها كل حناني بلا فائدة، أرجو أن تفيدوني، كيف أتصرف معها؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طيف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الموقع، ونشكر لك الاهتمام لأمر هذه الأخت الصغيرة، التي نسأل الله أن يقر أعينكم بصلاحها، ونحب أن نؤكد لكم أنها تمر بمرحلة عمرية، أو هي على أبواب مرحلة عمرية، نتمنى أن تستبدلوا فيها الأوامر والتعليمات بالحوار والإقناع، نتمنى أن تقتربوا منها وتصادقوها، وتحرصوا على الثناء على ما فيها من إيجابيات، والتلطف في التعامل معها، واتفقوا على خطة موحدة من أجل إرشادها، ونتمنى أن تجد عندكم التشجيع والثناء والاحتواء.

وأرجو أن تعلموا أن الغرائب التي تأتي بها، والكلمات التي تتكلم بها، ورغبتها في إثارة الكبار، كل هذه الأشياء من طبائع ومن عادات الأطفال في هذه المرحلة العمرية التي يمر بها، فحملوها المسؤولية، وأعطوها ثقة مشوبة بالحذر، وأعطوها فرصة لتمارس دورها في الحياة، وأظهروا إيجابياتها، وبالغوا في الثناء عليها ليأتيكم المزيد بعد ذلك من الخير، ونتمنى ألا تظهروا انزعاجكم الشديد، أو تظهروا عجزكم عن معالجة هذه الحالة، وندعوك أنت -بما أنك أقرب إليها عمرا- أن تكرميها وتحسني إليها وتحاولي مساعدتها، وتلطفي في التعامل معها، لأن هذه الأشياء تجعلها تستمع إلى كلامك.

وإذا كانت هي ترفع صوتها على الوالدة، وتجادل الوالدة فماذا ننتظر نحن؟ ونتمنى أيضا من الوالدة أن تعاملها على أنها فتاة كبيرة ناضجة عاقلة تحملها المسؤوليات، لأن هذا الجانب من الأهمية بمكان، فإن شعرت الفتاة -أو الشاب- في هذا السن أن لها دور، وأن لها رقم، وأنها مؤثرة، وأن البيت بحاجة إليها، فإن في هذا عصمة لها من الانحراف، لأنها ستتذكر أن البيت محتاج إليها، وأنها امرأة كبيرة ومسؤولة، وهذا جانب من الضروري جدا أن نشعر به بناتنا وأبنائنا، خاصة في مثل هذه المرحلة العمرية التي تبحث فيها البنية عن المكانة، فينبغي أن تعظمها الأم في حضور الضيوف وفي حضور صديقاتها، كما قال عبد الملك ابن مرون لمؤدب أولاده: (عظمهم في الملأ أمام الناس، وأنبهم في الخلا) أنبهم إذا كان هناك تقصير، وحاول أن تعالجه بينك وبينهم، أما أمام الناس فينبغي أن تحافظ على الثناء والمدح لهم.

نسأل الله أن يقر أعين الجميع بصلاح النية والذرية، وأن يلهمنا وإياكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات