السؤال
لدينا طفلة جلست في عمر تسعة أشهر، ومشت في سن السنة والنصف، وحاليا عمرها ثلاث سنوات ولم تنطق بكلمة موجهة (مقصودة)، وتعاني الكثير من نقص المهارات، لا تفهم معظم الكلام الموجه إليها.
لديها حركة رفرفة اليدين على البطن، ولكن لا تفعل هذه الحركة إلا عندما تكون فرحة، وأحيانا عصبية، وقلت هذه الحركة كثيرا مع الوقت، مزاجية بشكل كبير، تحب الأطفال، ولكن لا تألف الأماكن الجديدة بسرعة؛ إلا إذا كانت لديها مساحات واسعة، وحدائق تنطلق في الركض واللعب.
كثيرة الحركة، ومعدل نومها ثمان ساعات ونصف في اليوم، تحب الأحضان كثيرا، عاطفية تتأثر بتعبيرات الوجه من الضحك والغضب، تقاوم تغيير الروتين، فمثلا: تحب غرفتها كثيرا، لا تحب أن تدخل بيوت غريبة، وكانت لا تمانع من وجود الضيوف في المنزل، ولكن مقاومتها للتغيير قلت كثيرا بعدما التحقت بالحضانة لمدة سنة ونصف؛ حيث قومت الكثير من سلوكياتها، وبدت اجتماعية ونظامية أكثر، أحيانا تضحك بدون سبب وهي تلعب لوحدها إلى الآن، ولا تستخدم الإيماء والتأشير لشيء ما.
تستجيب لاستخدام الحمام، وتعرف وظائف الأشياء، وتتمكن من خلع ملابسها بالكامل، ولكن لبس الملابس لابد لها من المساعدة، الآن تعاني من الكثير من نوبات الغضب لأنها لا تستطيع الكلام والتعبير عن احتياجاتها، تحب الماء كثيرا والاستحمام، وتحب الأسطح اللامعة كالألمنيوم والستانلستيل والسيديات، حذرة جدا في صعود ونزول السلم، لا تلمس الأشياء حتى تعلم درجة برودتها وحرارتها، حاليا تلعب وتركب المكعبات، ومهارتها في اللعب بالألعاب في ازدياد.
هل تعاني من التوحد؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم زهور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا، وعلى الوصف الجيد لهذه الطفلة.
ومعك الحق أولا: بالقلق على طفلتك في الثالث من عمرها حيث ذكرت صفات كثيرة، وبعضها قد يكون أمرا طبيعيا وعاديا؛ كأن لا تألف الأماكن الجديدة، فالكثير من الأطفال يشعرون بهذا لبعض الوقت.
وحتى تأخر الكلام يمكن أن يكون أمرا طبيعيا في مثل هذا العمر عند بعض الأطفال، وإن كان التطور اللغوي عند هذه الطفلة لا شك أنه متأخر.
ومن الطبيعي أن تختلف سرعة النمو بين طفل وآخر، فلا تقلقي لمجرد تأخر نمو بعض الجوانب عند الأطفال.
إلا أن مجموع الصورة التي ذكرت في سؤالك تجعلنا نفكر بأن الأرجح أننا ربما أمامنا طفلة عندها شيئا ما يحتاج للانتباه والتقييم والمتابعة.
وأنصحك بألا تتأخر بما يلي:
أولا: عرضها على طبيب أطفال، ليقوم بالفحص الشامل، وخاصة متابعة معالم ومراحل النمو والتطور الأساسية، كالنمو النفسي الحركي، والنمو الاجتماعي واللغوي.
ويمكن لطبيب الأطفال هذا أن ينصح فيما إذا كانت هناك حاجة لعرض الطفلة على طبيب مختص بالطب النفسي عند الأطفال.
وطبعا التوحد هو أحد الاحتمالات التي تخطر في البال، إلا أن هناك حالات أخرى لها علاقة ببعض الاضطرابات الوراثية والمتعلقة بالكروموزومات، وخاصة إن كانت هناك قرابة بين الزوجين.
ويفيد أن تصحبي معك للطبيب الملاحظات التي سجلتها عن نمو الطفلة وتطورها، وخاصة تاريخ تطورها، ويمكنك أيضا أن تطلبي من الحضانة تقريرا عنها؛ مما يمكن أن يعين الطبيب على التقييم الشامل.
وقد يقوم الطبيب ببعض الفحوصات، والاختبارات الدموية، أو التخطيطية، كتخطيط الدماغ والصورة الطبقية للدماغ (سكان).
حفظ الله طفلتكم، وسلمها الله من كل مكروه.