وساوس وأفكار دينية تتغلل في ذهني وعقلي.. هل هناك علاج؟

0 255

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 23 سنة، ملتزم -ولله الحمد-، وسافرت إلى العمرة منذ 10 أشهر تقريبا، وكان ذلك بداية التزامي، ولكن منذ فترة، وبالتحديد في شهر رمضان المبارك أتتني وساوس وأفكار في أمور الدين، وفي ذات الله سبحانه وتعالى عكرت علي جو الإيمان، والعبادة أصبحت أشعر أني خارج من الملة، والعياذ بالله.

هناك كلمات كفر تتردد في ذهني، وفي عقلي، أحاول أن أدفعها، ولكنها ملتصقة في ذهني، أحاول أن أتجاهلها، ولكن لا أقدر في نفس الوقت أشعر أني خارج عن الملة؛ لذلك تجدني أنطق بالشهادة عدة مرات في اليوم حتى أعود للإسلام، وأحدث نفسي أحيانا مما يثير استغراب الناس الذين يجلسون بقربي.

ولم أعد أستطيع الخشوع في الصلاة كالسابق، وقصتي مع الوساوس بدأت منذ 7 سنوات، حيث اتتني وساوس مشابهة ربما بسبب أني ضغطت على نفسي في العبادة، ولكنها اختفت، وعادت مرة أخرى الآن، وأشد من ذي قبل حيث الأفكار زادت تعمقا، وبت أشعر بالاكتئاب، هل أنا محاسب عما يدور في ذهني؟ وهل هناك علاج لما أنا فيه، وهل أذهب لشيخ أم طبيب نفسي؟

وفقني الله وإياكم لما يحب و يرضى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قطعا هذه وساوس قهرية لا شك في ذلك، وأنت - إن شاء الله تعالى - من أصحاب الأعذار؛ لأن الوسواس أصلا هو فكر سخيف يفرض نفسه على الإنسان، والوساوس يمكن الآن أن تعالج وتعالج بصورة حازمة جدا وحاسمة جدا، وهذه بشرى وددت أن أحملها وأزفها إليك.

التدخل المبكر دائما نتائجه رائعة، فأرجو ألا تتأخر أكثر من ذلك، ويجب أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا.

أما بالنسبة لمقابلة المشايخ فلا بأس في ذلك، والذي يجب أن تنتهجه هو: أن تكثر من الاستغفار، وأن تستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وأن لا تعتبر نفسك أبدا أن شخصيتك ضعيفة، أو أن إيمانك مهزوزا، لا، على العكس تماما، أنت - إن شاء الله تعالى - من الصالحين.

اتضح أن الوساوس القهرية تصيب بعض الأشخاص نسبة لتكوينهم النفسي أو البناء المتعلق بشخصياتهم، كما أنها تصيب الطيبين من الناس، هذه ملاحظة، وهي دائما تتعلق بالأمور الحساسة كالمعتقد الديني.

واتضح أيضا أن تغيرات كثيرة تحدث فيما يسمى بالموصلات العصبية، وهي مواد كيميائية موجودة في الدماغ، لذا يعتبر استعمال الأدوية مهما وضروريا جدا.

الدواء سوف يساعدك بصورة واضحة على تجاهل هذه الوساوس، على أن تسخفها وأن تحقرها، وهنالك أدوية ممتازة كثيرة جدا، هناك ستة أو سبعة أدوية نعتبرها جميعها فاعلة، يأتي على رأسها عقار (بروزاك)، والذي يسمى علميا باسم (فلوكستين)، وثانيها عقار (فافرين)، والذي يسمى علميا (فلوفكسمين).

فاذهب وقابل الطبيب مباشرة، وأنا على ثقة تامة أنك بعد ستة أسابيع من استعمالك المستمر على الدواء سوف تحس أن ما بك من كرب وحزن وتوتر ووسوسة قد انهار، وأصبحت الحياة بالنسبة لك أطيب وأجمل، وسوف تعود - إن شاء الله تعالى – لسيرتك الأولى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات