اكتمل النصاب العلاجي للاضطراب الوجداني... فهل تنصحني بقطع العلاج؟

0 369

السؤال

السلام عليكم

أنا مريض اضطراب وجداني ثنائي القطب -كما شخصه لي الطبيب- منذ زمن، لدي أعراض هذا المرض، وآخذ علاج سيروكويل عيار 200 ملغم منذ 3 سنوات كما أخبرني الطبيب أنه يجب أخذه لسنتين، لكن بعد انتهاء سنتين أخبرني أن الأفضل أخذه سنة أخرى ثالثة، وها أنا أكملت السنة الثالثة ولله الحمد.

مع العلم -ولله الحمد- لم أعان من أي نوبات اكتئاب أبدا منذ فترة أكثر من سنتين إلا ما ندر جدا، قد تأتي مرة أو 3 مرات كل سنة، لكن بشكل خفيف وتستمر ساعات وتنتهي، ولا تؤثر ابدا على حالتي اليومية، لا أعلم إن كانت هذه النوبة أم هي مجرد تغير عاطفي.

مع العلم أني منذ 3 سنوات إلى الآن لا أستطيع النوم إلا على علاج سيروكويل، ولا أعلم ما سبب ذلك؛ فلذلك إذا أردت الذهاب للنوم ليلا أشرب العلاج وأنام فورا.

أما إذا أردت أخذ غفوة لا أستطيع بل بصعوبة جدا، وإذا نمت يكون نوما خفيفا ولا يتجاوز ساعة فقط، وإذا أردت النوم في الليل دون أخذ علاج سيروكويل فلن أستطيع وسيأتيني أرق.

وأيضا أريد إحاطتكم أنه في كثير من الأحيان يأتيني نوع من القلق مصحوبا بالتوتر، وخصوصا إذا لم أنم في أحد الأيام، تأتيني هواجس أنني لن أنام أبدا، وأن العلاج سيروكويل جسمي أخذ ضده مناعة ولن يستجيب له، ثم لن أنام أبدا وسأموت بسبب قلة النوم، ومن هذا الكلام يا دكتور!

س1 - ما هو سبب عدم استطاعتي للنوم إلا بعد أخذ العلاج؟
س2 - هل أقطع العلاج يا دكتور؟
س3 - هل إذا قطعت العلاج سأستطيع النوم بدون العلاج؟
4 - هل تنصحني أقطعه؟ وما هي الطريقة؟

أخيرا أرجو أن أكون وفقت في طرح سؤالي، وأن يكون ملخصا تلخيصا وافيا، وأريد منك جوابا شافيا مطمئنا يا دكتور وبارك الله فيك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الأمراض التي يجب أن نأخذها بجدية تامة، هذا ليس مقصودا به أن هذا المرض من الأمراض الصعبة في جميع الحالات، لكن المرض أيا كانت الظروف يحتاج للمتابعة، يحتاج للعلاج بجدية، وقطعا هذه الحالات تتفاوت من إنسان إلى آخر.

بالنسبة لحالتك فيما يخص العلاج الدوائي: جرعة السوركويل مائتي مليجرام ليلا تعتبر جرعة صغيرة إلى وسطية، وهي بالفعل من الأدوية الممتازة والفعالة جدا.

مدة العلاج من الناحية النظرية نقول أن الذي يعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب يجب أن يستمر على العلاج وبالتزام لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات، أما إذا كان لديه تاريخ مرضي في الأسرة، بمعنى أن أحد أقربائه من الدرجة الأولى يعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية ففي هذه الحالة يجب أن تكون مدة العلاج خمس سنوات، وإذا لم تحدث نوبات خلال هذه المدة – أي ثلاث أو خمس سنوات – هنا يمكن أن يتم التوقف عن تناول الدواء تدريجيا، والأبحاث الموثقة والمقننة أشارت أن حوالي أربعين بالمائة من الذين يتوقفون عن الدواء بعد مدة الثلاث أو الخمس سنوات، قد تأتيهم انتكاسات، وإذا حدثت انتكاسة هنا يجب أن يتناول الإنسان الدواء لمدة أطول، قد تكون مدى الحياة.

هذا هو الموقف العلمي الصحيح، والحمد لله تعالى الذي ألاحظه أن حالتك تستجيب استجابة جيدة جدا للعلاج، فتواصلك مع طبيبك أعتقد أنه مهم وضروري.

بالنسبة لموضوع ما هو سبب عدم استطاعتك النوم إلا بعد أخذ العلاج؟
قطعا السوركويل دواء ملطف للمزاج ومحسن للنوم، والذي يظهر لي أنك لم تتعود على هذا الدواء، لكن صحتك النومية أصبحت مرتبطة به، ولتحسين صحتك النومية يجب أن تمارس الرياضة، تجنب النوم النهاري، ولا تتناول أي ميقظات كالشاي والقهوة في فترة المساء، وأن تكون حريصا على أذكار النوم.

والسوركويل إذا كان القرار هو التوقف عنه يجب أن يكون هذا التوقف متدرجا، بمعنى أن تخفض خمسين مليجراما كل أسبوعين.

قطعا أنا لا أدعوك الآن أن تتوقف عن السوركويل، لأن هذا القرار يجب أن يتخذه طبيبك المعالج، لكن افتراضيا في حالة أنك تريد أن تتوقف عنه أو الطبيب رأى ذلك فالتخفيض المتدرج للدواء لن يؤثر على نومك، ونومك سوف يصبح طبيعيا، خاصة إذا حسنت صحتك النومية على الأسس التي ذكرتها لك.

سؤالك الثاني: هل أقطع العلاج؟
قطعا الإجابة لا، ويجب ألا تقوم بهذه الخطوة إلا بعد مقابلة طبيبك، ويجب أن تستند على الركائز العلمية التي ذكرتها لك سابقا.

سؤالك الثالث: هل إذا قطعت العلاج سأستطيع أن أنام بدون علاج؟
أولا قطع العلاج في حد ذاته ربما لا يكون قرارا سليما، لأنه ربما يجعلك عرضة للانتكاسات، والنوم لن يكون مشكلة إذا كان قطع الدواء تم بالتدريج وحسنت صحتك النومية - كما ذكرت لك سلفا -.

هل تنصحني أن أقطعه وما هي الطريقة؟
لا أنصحك أن تقطعه أبدا، إلا بعد مناقشة هذا الأمر مع طبيبك، ويجب أن تأخذ بالأسانيد العلمية التي ذكرتها لك سلفا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات