السؤال
السلام عليكم.
لم أكن أتلعثم منذ سنتين، وكانت حياتي تسير بشكل طبيعي، لكن مع الأيام أصبحت أخشى كل المواجهات، وأصبحت ثقتي بنفسي جراء التلعثم لا تتعدى الصفر بالمائة, على عكس الماضي تماما! خسرت أصحابي وأصدقائي، وخسرت حياتي -والحمد لله-.
على كل حال الرجاء مد يد المساعدة، فأنا أريد التخلص من التلعثم الذي كان لا يعرف شخصيتي بتاتا!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ helmi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كنا نتمنى لو كتبت لنا عمرك حيث أن العمر قد يعتبر عنصرا من عناصر النمو الأساسي في هذه المرحلة العمرية ومن النمو الاجتماعي، ولعلك شاب تتلمس طريقك في المجتمع من حولك، فقد تكون غير واثق مما تحب أو لا تحب مثلا، وقد تشعر ببعض الارتباك والتلعثم عند الحديث مع من حولك من الناس، والمشكلة أن هذا التلعثم قد رافقة التجنب، مما جعلك تشعر بما ورد في سؤالك من أنك خسرت الاصحاب والاصدقاء، وبأنك خسرت حياتك!
إن موضوع التلعثم متعلق جدا بموضوع الثقة بالنفس، ومما يعزز هذه الثقة بالنفس كثيرا هو تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فحاول أن تتعرف على نقاط القوة عندك، وافتخر بها، ولعلك جيد أيضا في بعض الهوايات والمهارات المختلفة.
ولاحظت أنك حمدت الله تعالى على كل الأحوال، وهذه صفة ستعينك على تجاوز هذه المرحلة التي أنت فيها، فالشكر على النعم تزيد ثقتك بنفسك {ولإن شكرتم لأزيدنكم}.
حاول أن تكون إيجابيا مع نفسك، ومع الآخرين، وانظر لنصف الكأس الممتلئ، وليس فقط للنصف الفارغ، وتقديرك لما عند الآخرين سيعزز من ثقتك في نفسك.
ساعد الآخرين فيما يحتاجون إليه، وهذا من أكبر أبواب زيادة الثقة بالنفس، وإذا مدحك أحد على أمر إيجابي عندك، فاقبل منه هذا المدح، واشكر الله عليه.
حاول أن تعبر عن رأيك في الأمور مع الناس، وإذا رأيت التمسك برأيك، ومهما كان، فلا بأس بهذا فهو من حققك، وتذكر بأن التجنب يؤدي للمزيد من التجنب، والنجاح يؤدي للنجاح، والثقة القليلة بالنفس يمكن أن تزيد هذه الثقة، وهكذا.
ولعل في كل ما ذكرته لك من خطوات يكفيك لتعزيز ثقتك بنفس، مما يخفف عندك من هذا التلعثم، ويمكنك من استعادة أصحابك وأصدقائك.
وفقك الله ويسر لك الخير.