كيف أتخلص من الوساوس والاكتئاب؟

0 345

السؤال

السلام عليكم

لقد تمت استشاراتكم من قبل والأسف ضيعت رقم الاستشارة، سأسردها باختصار.

أعاني من الوساوس منذ أكثر من عشر سنوات، وفي الصلاة والضوء ووساوس غير منطقية، لا أكترث لشيء، ولا رغبة لي بشيء، وتأنيبات الضمير بعض الأحيان متبلدة، وبعض الأحيان لأبسط الأمور أستفز! وأشعر بفقدان الشهية للطعام.

الآن وبعد المكوث عاما في المنزل أدرس سنة تحضيرية التخصص المختبرات، شرود ذهني وعدم الرغبة بأي شيء أحيانا متبلدة، وأحيانا حالات بكاء شديد، ولم يعجبني مكوثي في المنزل، ولم تعجبني الدراسة، أشعر أني لا أريد أي شيء.

فكرت في قطع الدراسة، وأعلم أنه ليس حلا، وأصلا لا أريد العودة والمكوث في المنزل، من شدة الكآبة ألجأ أحيانا إلى أخذ بعض المسكنات للنوم مثل بنادول نايت وبنادول أعراض البرد، وبعض أدوية الكحة.

مصابة بسكري الأطفال، ولكنه لا يشكل أي عائق، فأنا أنسى أحيانا أنني مصابة به، ومنتظم، والحمد لله، فكرت في الذهاب للطبيب النفسي لكن حتى رغبتي في الذهاب تلاشت!

أرجو وصف علاج دوائي، والشكر الجزيل على هذه الخدمات الراقية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رسالتك واضحة جدا ووافية، وأعتقد أن جوهر شكواك يتمثل في عسر مزاجي أدى إلى انخفاض كبير في الرغبات والطاقات النفسية الإيجابية.

هذا قطعا أدخلك في دائرة الاكتئاب، لكني لا أراه اكتئابا عميقا، ويعرف تماما أن أربعين بالمائة من الذين يعانون من السكري قد يصابون بشيء من عسر المزاج، لكن أعجبني كثيرا أن مرض السكر لا يسبب عائقا لك.

أيتها الفاضلة الكريمة: أعرف أن الوساوس كثيرا ما تستدرج الناس لتقنعهم أنه لا جدوى في العلاج، أو تجعل التردد هو المهيمن والمسيطر على تفكيرهم مما يمثل عائقا أساسيا نحو العلاج.

قطعا حالتك تتطلب أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والوساوس، وهي كثيرة، والحمد لله جميعها فاعلة، وأنا أعتقد أن عقار (زيروكسات) هذه اسمه التجاري، ويعرف تجاريا باسم (باروكستين) سيكون دواء مناسبا جدا لحالتك، ابدئي في تناوله بجرعة عشرة مليجرام ليلا – أي نصف حبة – تناوليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة، استمري عليها لمدة شهر، ثم اجعليها حبتين ليلا.

هذه هي الجرعة العلاجية المطلوبة في حالتك – أربعون مليجراما – استمري عليها لمدة شهرين، ثم خفضي الجرعة إلى حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر، ثم إلى نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر.

هذا الدواء من الأدوية الطيبة والفاعلة والممتازة وغير الإدمانية، ولا يوجد أي أثر سلبي على هرمون الأنوثة.

قطعا توجد أدوية أخرى بديلة كثيرة، مثل عقار (زولفت) أو يسمى تجاريا (لسترال) ويسمى علميا باسم (سيرترالين)، وعقار (فافرين) ويسمى علميا (فلوفكسمين)، وعقار (برستيك) كلها أدوية جيدة وفاعلة، لكن أعتقد أن الزيروكسات سيكون هو الأنسب بالنسبة لحالتك.

عليك قطعا بالحرص على الدعم النفسي الإيجابي، يجب أن ترفعي من كفاءتك الذاتية، وذلك من خلال إدراك نقاط القوة في شخصيتك، وأن تكوني منصفة في تقييم ذاتك، وتسعي دائما لتطويرها، وأن تتغاضي وأن تتجاوزي عن السلبيات.

برامج الفاعلية مطلوبة، وأنت - الحمد لله تعالى – فعالة، لا تقطعي الدراسة، لا تتوقفي أبدا، كوني مثابرة، عيشي على الأمل والرجاء، من أهم وسائل التأهيل النفسي هي الفعالية.

الإنسان دون فعالية سوف يحبط، سوف تأتيه الاجترارات السيئة والتشاؤمية والاكتئابية، حياتك - إن شاء الله تعالى – سوف تكون حياة طيبة وهنيئة بإذن الله تعالى.

بالنسبة للصحة النومية: قطعا تناول الدواء سوف يساعدك في ذلك، أرجو أن تتجنبي تناول مسكنات النوم، نامي نوما صحيا من خلال الحرص على أذكار النوم، وتجنبي النوم النهاري، مارسي الرياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وفي ذات الوقت ثبتي وقت النوم ليلا، وكوني في حالة استرخاء ذهني وجسدي، وعليك أن تتجنبي الميقظات كالشاي والقهوة والشكولاتة في فترة المساء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات