كيف أواظب على الصلاة وأنتصر على نفسي؟

0 433

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 22 سنة، خريجة شريعة، أمنيتي أن أصبح داعية.
أعاني من عدم المواظبة على الصلاة، رغم حبي لله ولكتابه وللصلاة، لكنني أشعر أنها ثقيلة عندما أؤديها؛ لذا أتكاسل عنها، أما صلاة الظهر فأتركها دائما.

أظهر للآخرين عكس الحقيقة، مثلا: عندما تتكاسل إحدى شقيقاتي عن الصلاة، أتشاجر معها، فأنا لا أريد أن يصبحن مثلي يضيعن الصلاة.

أتمنى ترك المعاصي، والمداومة على الطاعة، والمواظبة على الصلاة، فأنا أخاف أن أموت وأدخل النار.

صديقتي رأت رؤيا تخصني، وفسرتها أني سأصبح داعية، فرحت كثيرا بها، واستبشرت خيرا، ولكن حدث العكس، أتصدق باستمرار بنية أن يصلح الله حالي مع الصلاة، تعبت نفسيا مما أعيش فيه من تضييع حق الله، وتضييع العمر في ما لا يفيد.

سؤالي: كيف السبيل إلى الخلاص مما أنا فيه؟ وما هي الوسيلة التي تجعلني أعود إلى الله، وأصبح فتاة صالحة؟

أحتاج دعواتكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك هذه الاستشارة التي تدل على بداية صحيحة، فإن الشعور بالتقصير هو البداية الصحيحة والبداية المهمة للإنسان، والمؤمن مهما عمل ومهما عملت المؤمنة فإنها تشعر بالتقصير، لكن هذا الشعور بالتقصير ينبغي أن يتبعه توبة وإنابة ورجوع إلى الله - القدير - إلى الله الذي إليه المصير - سبحانه وتعالى -.

ونعتقد أن مثلك ممن درست الشريعة لا تحتاج إلى كلام كثير نبين لها من خلاله أهمية الاستجابة لأمر الله والمواظبة على طاعته، ونؤكد لك أن الداعية رجلا كان أو امرأة إنما يدعو بأفعاله قبل أقواله؛ ولذلك نتمنى أن تتعوذي بالله من شيطان يقعد عن الصلاة، وتجتهدي في أداء الصلوات في وقتها، وندعوك إلى أن تخرجي إلى مراكز التحفيظ وأماكن النور والهداية والخير، فإن الإنسان يجد التشجيع، وهذه من حكم الشريعة التي جعلت التكاليف عامة، والصلاة نصليها بأذان وفي وقت وفي مساجد، والصيام مع بعضنا، كذلك الحج؛ لأن التكاليف إذا عمت سهلت، والإنسان إذا كان وحده فإن الشيطان ينفرد به، لكن إذا كانت خريجة الشريعة والمرأة المسلمة عموما بين الصالحات في مراكز التحفيظ في أماكن العلم الشرعي، فإن هذا يزيدها ثباتا ورسوخا ونجاحا واستمرارا في الطريق الذي يرضي الله - تبارك وتعالى - وهذا ما نريده لك - ابنتنا الفاضلة - ومثلك ممن تخرجن من كلية الشريعة ينبغي أن تترك بصمات على من حولهن، ونسأل الله أن يصدق تلك الرؤيا، وأن يعينك على الدعوة إلى الله - تبارك وتعالى - وحذار من اليأس، فإن الإنسان حتى لو قصر ينبغي أن يسارع بالعودة والرجوع إلى الله - تبارك وتعالى -.

وحاولي أن تغيري البيئة التي أنت فيها، والبرنامج الذي أنت عليه، فالذي يبعد الإنسان عن الخشوع والمواظبة في الصلاة ربما مشاهدة التلفاز، الإسراف في الدخول في النت، الجلوس في مجالس لا تذكر بالله؛ ولذلك المرء حيث يضع نفسه، فضعي نفسك في مجتمع الصالحات، وتواصلي مع المواقع الطيبة، وليكن ذلك التواصل أيضا بمقدار؛ لأن الإنسان عليه واجبات وعليه وظائف - تسبيحات، أذكار، تحصينات، صلوات - لا بد أن يؤديها، والاعتدال في هذه الأمور مطلوب، وهي مفتاح كل داعية؛ لأن الدعوة إلى الله - تبارك وتعالى -، والداعية يحتاج إلى جرعات روحية، هذه الجرعات الروحية لا توجد إلا في رحاب الطاعة والعبادة.

نسأل الله أن يزيدك حرصا وتوفيقا وخيرا، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات