السؤال
السلام عليكم
موقع مميز وفريد من نوعه، ولعلي أجد لديكم الحل والمشورة.
أعاني من مشاكل غريبة منذ زمن، ومنها الخوف من الموت، ومن العجاج والغبار والأمطار، وأرتعب من الصواعق، وأيضا من النوم بمفردي، عندما كنت طفلة كنت أخاف وأتوهم بوجود أشباح وأشخاص يراقبونني عند النوم، وغيرها من التخيلات، وكنت كثيرة الأحلام والكوابيس آنذاك.
علما أنني أعاني منذ فترة قريبة من القولون العصبي، وخفقان القلب، وفي حالات معينة شد في الرقبة، وتشتد هذه الأعراض عند التوتر، والحزن عند سماع خبر سيء.
كما أني أيضا كثيرة التفكير بالقادم، ولقلة صبري مع أنني الآن شابة جامعية، وفي مقتبل العمر.
ما الحل برأيكم؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت لديك ميول نحو القلق، والقلق كثيرا ما يؤدي إلى المخاوف، ونوعية المخاوف التي تعانين منها تسمى بالمخاوف البسيطة، فهي متعددة، لكنها كلها تدور في بوتقة واحدة.
المخاوف تعالج من خلال تحقيرها، وتفهم طبيعتها، وأنها سلوك مكتسب وليست أمرا فطريا، التجاهل والتحقيق، والمواجهة هي أسس علاج المخاوف بصفة عامة، أما التجنب فهو يزيدها ولا شك في ذلك.
الخوف من الأمطار والصواعق والغبار دائما يأتي من عدم تفهم طبيعة هذه الآيات التي تدل على عظمة الخالق.
اقرئي عن المطر، اطلعي كيف يتكون؟ كيف يسقط، الصواعق، البرد، الرعد، وكيف أنها تسبح بحمد الله، الرياح حين تأتي، اسألي الله خيرها وخير ما أرسلت به، واستعيذي به الله تعالى من شرها ومن شر ما أرسلت به.
هذه الأمور إذا فهمها الإنسان على طبيعتها والسر الذي تحمله لا أعتقد أنه سوف يخاف منها، فاطلعي، واعرفي، زيدي من ثقافتك حول هذه الآيات، وسوف تجدين أنه حصل لك نوع من الترويض والقبول النفسي، وفي ذات الوقت قولي لنفسك (ما الذي يجعلني أخاف من هذه الآيات العظيمة؟ كل الناس لا تخاف منها، لماذا أخاف أنا) وهكذا، هذا نوع من الترتيب المعرفي الإيجابي جدا، وفي ذات الوقت عرضي نفسك كما ذكرت ولا تتجنبي، وهذا مهم جدا.
أعراض القولون العصبي وخفقان القلب هي جزء من عملية المخاوف، وأنا أفضل أن تجري بعض الفحوصات الجسدية العامة للتأكد من وظائف الغدة الدرقية على وجه الخصوص.
كذلك مستوى الدم ومستوى فيتامين (د) وفيتامين ب12، هذه فحوصات روتينية لكنها ذات أهمية كبيرة جدا بالنسبة للصحة النفسية.
دائما كوني في جانب التفاؤل، وكما ذكرت أنك شابة جامعية وفي مقتبل العمر، وإن شاء الله تعالى أمامك أيام طيبة جدا.
دراسات كثيرة أشارت إلى أن المخاوف تتطلب تناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف، وهي كثيرة جدا، منها السبرالكس، ومنها اللسترال، ومنها الزيروكسات، لكن لا أفضل (حقيقة) أن تتناولي دواء في هذه المرحلة، فحالتك بسيطة، اعتمدي على منهج التعرض، ونظمي وقتك، وكوني فعالة، ومارسي الرياضة – أي نوع من الرياضة يناسب الفتاة المسلمة – كما أن تطبيق تمارين الاسترخاء، وحسب ما عرض في الاستشارة رقم (2136015) سيكون عونا لك - بإذن الله تعالى – لتهدأ نفسك ويقل روعك وخوفك.
هذه التطبيقات كما ذكرت لك مفيدة، لكن الأدوية ربما يحتاج لها الإنسان في مثل هذه الحالة، فمن المستحسن أن تقابلي أحد الأطباء، ويفضل أن يكون مختصا في الطب النفسي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.