السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة بعمر15 سنة، في المرحلة الثالثة المتوسطة، الثالثة بين أربع أخوات، والوالدة والوالد، ونحن لا نخرج من المنزل إلا فيما ندر، حتى إننا في العطلة الصيفية الماضية - 3 أشهر - خرجنا مرتين فقط، إحداهما كانت إجبارية على والدي بسبب العيد, ولم يزرنا أحد في الإجازة كذلك.
أعاني من رهاب اجتماعي منذ أن كنت في الصف الأول المتوسط تقريبا، ولكنني لم أكن أوقن من ذلك، ولم أوقن ذلك إلا عندما صرت في الصف الثاني المتوسط, في المدرسة.
دائما أكون صامتة ومكتئبة، حتى عندما أجالس مجموعة لا أستطيع التحدث بطلاقة وجراءة، وأظل صامتة - ربما أكتفي بتعليق جانبي أو بمجرد ابتسامة، ولا أستطيع مواجهة الناس، ولا التعرف عليهم، أو بناء علاقات معهم.
أشعر بحزن عميق داخلي لا أستطيع تفسيره، فأنا لست بتلك الفتاة التي تبتسم وتتحدث وتمزح لمجرد التسلية, بل أفعل ذلك لأجل أن لا أكون شاذة بينهن، لكنني لا أفلح في ذلك أيضا، وأظل شخصية مملة صامتة.
أعتقد أن الحزن واليأس هما اللذان يشكلان المشكلة الأكبر، فأنا لا أظن أنني تلك الفتاة التي رغم خوفها تحاول تحقيق رغبتها، وتسعى لتحطيم حاجز الخوف، والخروج إلى الحياة واثقة من نفسها.
منذ العام الماضي وأنا أحاول أن أتجاوز الخوف الذي أشعر به وأتجاهله، ولكنني لم أستطع لدرجة أني يئست تماما من التخلص من ذلك الشعور، وفكرت بجدية بأن أترك المدرسة.
حضرت علاجا نفسيا وتناولت دواء - فيتامين - مغذي للأعصاب، على أساس أنه سيعيد إلي نشاطي ورغبتي في التحدث مع الناس، وبناء العلاقات مجددا.
عادت تلك الرغبة إلي ولكن بدون فائدة، فظللت أرغب ولا أستطيع، ولم يتغير شيء، وحتى اليوم وأنا أشعر بذلك الشعور نفسه، وأظل وحيدة وأخشى أن يراني الناس وأنا وحدي، فأحاول الاختباء أو عدم الظهور أمامهم، وبالتالي يستهينون بي لهذا السبب، وربما لن يرغبوا في صداقتي مجددا حتى إن تغيرت، فالانطباع الأول مهم جدا.
رغم كل ذلك لا أزال مؤمنة أن هذه ليست شخصيتي الحقيقية، ولا نفسي التي أريد أن أكون، فهناك نفس أخرى تلمع داخلي، ولكن ذلك الخوف واليأس يحطمان كل مابداخلي، فأظل أحاول الهرب والتغيب عن المدرسة.
ما الحل لمشكلتي؟ وما الذي يجب علي أن أفعله؟ ما هي طريقة العلاج؟