خطبت فتاة ولها قرابة غير صالحين، ما نصيحتكم؟

0 429

السؤال

السلام عليكم

في البداية أود أن أشكر القائمين على هذا الموقع، وأسأل الله أن يجازيهم على نفع الناس خير الجزاء.

أنا شاب أبلغ من العمر23 سنة، وبما أنني في آخر سنة دراسية فقررت التوكل على الله واختيار الزوجة الصالحة التي تنفعني في ديني ودنياي، وقد كلفت الوالدة بذلك لكن لم أقتنع باختيارها، لعدم راحتي، ولم ألتمس الجوهر الذي أبحث عنه، وهو الدين، فقررت البحث وحدي بعد التوكل على الله، وسألت أحد الصالحين فدلني على شخص صالح هو إمام يصلي بنا التراويح في شهر رمضان، ومعروف بصلاحه.

بعد السؤال وجدت عنده بنتا تبلغ 17 سنة، ولكن من زوجته الأولى التي طلقها منذ فترة طويلة، وهذه الفتاة رباها زوج أمها رفقة أخيها الأكبر، وقد سألت أيضا عن زوج والدتها فوجدته إنسانا يعمل في مجال الدعوة إلى الله.

أما حال الفتاة في الظاهر فهو الحياء ولبس الحجاب الشرعي، وهي ما زالت تدرس، وقد كلفت الوالد بالسؤال عن العائلة، فرد بأنه يعرف أباها وأعمامها وأخوالها، وقد تكلم في الموضوع مع خالها ورد بقبوله لفكرة زواجي منها.

لكن علمت بأن إخوتها من أبيها منهم من لا يصلي ويبيع المخدرات، (ليس الجميع طبعا) مع العلم بأنها لا تقيم معهم.

ماذا أفعل -بارك الله فيكم- هل أتقدم لخطبتها؟ وكيف أفعل ذلك؟ لأنني لا أحبذ أن أتكلم معها، بل أريد أن آتي البيوت من أبوابها، فهل أخبر الوالد بأن يكلم خالها ليأخذ رأي الفتاة قبل أن أطلبها من أبيها أم ماذا أفعل؟ بارك الله فيكم.

هناك أيضا مشكل، فقد أتى شخص وقال لي بأنه طلب يد الفتاة من والدها في السابق، وتم رفضه بحجة أنها مخطوبة لابن خالتها، وعند سؤال الوالد لخالها تبين لنا غير ذلك، وقد أخبرني الشخص الذي تقدم لخطبتها، وهو يبلغ من العمر 30 سنة، بأن صديقه رأى هذه الفتاة رفقة صديقها يوصلها من المدرسة إلى البيت كل يوم، ونصحني بالابتعاد عنها لسوء أخلاقها!

هذا ما لم أصدقه، فإخوتها وأعمامها ووالدها يقطنون في نفس الشارع، وأخوها الذي يقيم معها عنده دكان هناك، فكيف يقوم صديقها بإيصالها كل يوم؟!

أنا في حيرة من أمري من جهة أني مرتاح للفتاة ودينها الظاهر، ونسبها والوالد والوالدة معي في اختياري، ومن جهة أخرى أخاف من أخلاق إخوتها من أبيها، فهؤلاء أخوال أولادي شئت أم أبيت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ka m k حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن الفتاة التي رضيها الوالد ورضيتها الوالدة ووجدت الارتياح فيها وعلمت عنها الخير، هي التي ينبغي أن تستمر معها.

نحن دائما نقول: يصعب على الإنسان أن يجد فتاة ليس في إخوانها ولا في أخوالها ولا في خالاتها ولا في أعمامها ولا في عماتها ولا في جداتها ولا في أجدادها من فيه خلل ونقص، والله يقول: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} وإخوانها المذكورون ليسوا أشقاء لها، ولا يسكنون إلى جوارها، وربما لا علاقة لهم بها.

لذلك إذا تأكد لك صلاح الفتاة – وهذا ما ينبغي أن تسعى إليه وتتعرف عليه وتتأكد منه – وتبين لك رغبة الفتاة وعدم ممانعتها في الارتباط بك، وتبين لك أنها لم ترتبط بخاطب آخر، فنحن نرى أن تكمل هذا المشوار، وإذا كانوا قد قالوا لمن خطبها إنها مخطوبة ربما أحيانا – رغم أن هذا أسلوب خطأ – إلا أن بعض الأسر حتى تعتذر من الشاب يقولون مثل هذا الكلام، لأنهم لا يكونون راغبين في من تقدم لطلب يدها، فيقولون: (البنت مخطوبة) أو (البنت تكلم فيها فلان أو فلانة) وهذا نوع من تفويت الفرصة على من لا يريدون، وهو نوع من الحل الدبلوماسي كما يزعمون، لكن الإنسان يحتاج أن يصدق في مثل هذه الأمور، فمسألة الزواج مسألة قرار كبير، ولا بد فيه من الرضا، لا يمكن للإنسان أن يتزوج بنت الناس دون رضاها أو رضا أهلها.

لذلك هذه المسألة الشريعة تبنيها على الوضوح، وتتيح لكل طرف أن يسأل ويسأل ويتعرف على الطرف الآخر.

طالما كانت الوالدة والأخوات والأهل على معرفة فبإمكانهم أن يتأكدوا من أي معلومة تريد الوصول إليها، ولكن كما قلنا إذا ترى في الحياء، ورضيها الوالد، ورضيتها الوالدة، ومعروفة بنسبها، فنرى أن تتقدم في هذا الأمر وتكمل المشوار، مع تأكيدنا على ضرورة أن تسأل، ومن حقهم كذلك أن يسألوا عنك ويتعرفوا إليك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك ولها الخير حيث كان ثم يرضيكم به.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات