السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أنا طالبة في مرحلة الثانوية العامة، أعاني من عدم القدرة على الدراسة في البيت، حيث يتشتت ذهني في أمور بعيدة عن الدراسة، من تغيير أثاث المنزل، وتبديل أماكن الأشياء، وغيرها من الأفكار التي تتعلق بترتيب المنزل، وهكذا يمضي الوقت ولم أستفد منه في الدراسة، وأعتمد على الدراسة في الفصل فقط.
أفكر كثيرا في مسألة أن الامتحانات قريبة، وقد تراكمت علي الواجبات، وأن هذه المرحلة مهمة وصعبة لأنها تقرر مصيري مستقبلا، وأنه يجب علي تنظيم وقتي، والاجتهاد في التحصيل، حتى أحقق هدفي، ورغم ذلك أتكاسل ويفتر حماسي سريعا.
أخبرتنا صديقة شقيقتي أنها ترى الجن، وقد تحدثت معي بلسان جنية، وأخبرتني أني مسحورة، والسحر موجود في ثيابي، ولكنها لا تعرف الفاعل، وأنه يعيق دراستي.
سؤالي: أنا لا أؤمن بكلامها، ولكنني أريد مشورتكم في الموضوع، هل يجوز التصديق بهذه الأمور دينيا؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونشكر لك هذا التواصل وهذا الحرص على السؤال، فإنما شفاء العي السؤال، وإذا كنت ولله الحمد تذاكرين في المدرسة بصورة جيدة فنتمنى أن تنظمي وقتك في المدرسة وتستفيدي من هذا الوقت، وكذلك موضوع البيت ينبغي ألا تحملي نفسك فوق طاقتها، وتختاري أماكن هادئة للمذاكرة والدراسة، واجعلي المواد المحبوبة بالنسبة لك في البيت، وغيري طريقة القراءة، ومكان القراءة، وأسلوب القراءة، وجدول القراءة، فإن في هذه الأمور عون للإنسان على كسر الروتين والخروج من الملل.
أما بالنسبة للصديقة فلا يعلم الغيب إلا الله - تبارك وتعالى -، ولكن هذا لا ينفي أن الإنسان قد يكون بحاجة إلى رقية شرعية، لأنه ربما أصيب بعين، وربما يحتاج إلى رقية شرعية من الجن أو نحوه، وهذه أمور ليس فيها حرج من الناحية الشرعية، لكن الإشكال هو أن تدعي أنها تعلم الغيب، وهذه فيها كذا وهذه فيها كذا، فهذا نوع من التنجيم ونوع من الكهانة ونوع من الحديث عن الغيب، وهذا كله لا يرضي الله - تبارك وتعالى -.
ولم تكلمينا عن صلاتك، نحن نتمنى أن تبدئي هذا المشوار بالمحافظة على الصلاة، والمواظبة على الأذكار، قراءة المعوذات وآية الكرسي وخواتيم البقرة في الصباح والمساء، قراءة الرقية الشرعية على نفسك، هذه السور وغيرها من السور، المواظبة على أذكار الصباح والمساء، أذكار الدخول والخروج، وتجنب الوحدة، فإن الشيطان مع الواحد.
أنا أريد حتى عندما تذاكرين لماذا لا تكونين في منطقة قريبة من أهل البيت حتى لا تكوني وحدك، وجربي هذه الطريقة، فأنت تقولين: لا تستطيعين المذاكرة عندما تكونين وحدك، هناك من الناس من يذاكر وسط العائلة، من لا يبالي بسماع الأصوات، والناس في هذا يختلفون، بينهم الفرق كبير.
نحب أن نؤكد لك أنك على خير، ومستواك طيب، وطالما كنت قادرة على المذاكرة في المدرسة يمكن أن تذهبي إلى المدرسة مبكرا، وتعودي منها متأخرة، وتستفيدي من هذا الوقت، ووقت البيت اجعليه كما قلنا للأشياء الأساسية، الأشياء التي ربما لا تحتاج إلى تركيز طويل، تحاولي دائما أن تغير المادة التي شعرت بالملل تجاهها إلى مادة أخرى، ولا مانع من الرقية الشرعية على نفسك، ولا مانع أيضا من عرض نفسك على راقي شرعي أو راقية شرعية، شريطة أن تكون الرقية بطريقة صحيحة، بكلام مفهوم، أن نعتقد جميعا أن الشفاء من الله - تبارك وتعالى -، كذلك أيضا أن يكون هناك استعداد في المحل باستقبال هذا، بالتوبة والإنابة والرجوع إلى الله - تبارك وتعالى -، واعلمي أن الجن والشرور لا تصيب إلا الإنسان في حال غفلته، والخروج منها يكون بالمواظبة على الذكر والشكر لله - تبارك وتعالى - والسجود له والخضوع.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ولا تشغلي نفسك بمثل هذه الأمور، ورتبي وقتك، وفي المحافظة على أذكار المساء والصباح وقراءة السور التي أشرنا إليها حماية من الإصابة بالشرور، وأيضا سبيلا إلى إزالة هذه الشرور، مع اليقين في الله - تبارك وتعالى -، كما أشار إلى ذلك الشيخ ابن باز - رحمة الله عليه -.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.