السؤال
أنا شاب عندما انتقلت للصف الثالث الثانوي خصصت لي غرفة في البيت، ولكن هذه الغرفة كانت مخزن حبوب منذ 20 سنة؛ لأن الأسرة التي كانت قبلنا في البيت قالت لأبي عندما كانت ابنتنا تنام بها تحلم بأشياء مزعجة؛ لذلك جعلها أبي مخزنا، وعندما احتجت الغرفة شغلت بها القرآن يوما كاملا، وعندما نمت بها كان الأمر طبيعيا، ولم أشعر بشيء.
بعد مرور حوالي شهر بدأت أشعر بشيء، عندما أنام أحس بشيء يتحكم بجسمي كله، لا أعرف ما هو، ولكنني أشعر به، وكنت أكبر (الله أكبر) فأشعر بجسمي يقشعر، ويبدو أن هذا الشيء كان يتأثر بها، ومع أنني كنت أفتح جزءا من عيني، وأرى أجزاء من الغرفة، ولكنني لا أستطيع القيام بسبب ذلك الشيء، ولكنني غيرت النوم، وانتقلت إلى غرفة أخرى، وحصل نفس الشيء لي، وكان يحدث بعد النوم بحوالي 1ساعة أو - 10 دقائق، وحصلت لي مرة في الغرفة الثانية، وفي تلك المرة قلت: يا رب، وأنا نائم بأعلى صوتي، وسمعت هذا الشيء صرخ، وقمت من النوم، وكان هذا وقت الظهيرة بعد النوم بـ 10 دقائق، وعندما كنت أسمع الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل، أو أي رقية أخرى كنت أنام بسلام، وأحيانا كنت أشعر بهذا الشيء؛ ولأن هذا الشيء يؤثر علي وعلى نومي ومستواي في الدراسة، توجهت لكم لترشدوني لما فيه الخير.
مع العلم بأنني محافظ على الصلاة فئ جماعة بقدر استطاعتي وأصلي الفجر، هل هذه عين أم شيء آخر؟ وأرجو ذكر كيفية العلاج لحالتي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ moahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذي يحدث لك هو نوع من الهلاوس الكاذبة، أو ما يسمى بشبه الهلاوس، وهي ظاهرة معروفة جدا تحدث للإنسان إذا كان قلقا حول أمر معين، بمعنى أن هذا القلق يعبر عنه في بدايات النوم بالطريقة التي ذكرتها، ونشاهد هذه الظواهر أكثر إذا كان الإنسان منشغلا بأمر معين، فقطعا أنت حدث لك ما نسميه بالتأثير الإيحائي، وذلك لما سمعته أن سكان البيت قبلكم قالت ابنتهم أنها كانت تحلم بأشياء مزعجة، هذا قطعا له تأثير إيحائي كبير عليك، ومن وجهة نظري هي حالة قلقية ليس أكثر من ذلك.
أرجو أن تخرج نفسك تماما من دائرة التخوف من موضوع العين، لا شك أنها حق، لكن الإنسان إذا تمادى في التفكير بها بهذه الطريقة، وقام بهذه التأثيرات الإيحائية قطعا سوف يضر بنفسه كثيرا، وتتحول الحالة إلى حالة نفسية.
كل الذي تحتاجه هو أن تتجاهل هذه الظاهرة تماما، وأن تحرص على أذكارك - أذكار الصباح والمساء على وجه الخصوص - وأنت -إن شاء الله تعالى- في حفظ الله ورعايته.
الأمر طبي نفسي معروف، قلق ناتج من تأثيرات إيحائية، بمعنى أنك سمعت شيئا يتعلق بالغيبيات، وهي أمور دائرة في مجتمعنا، وهنالك مبالغات كثيرة جدا في هذا الموضوع، هذا الأمر سبب لك قلقا، هذا القلق ظهر في شكل ما يسمى بالهلاوس الكاذبة أو شبه الهلاوس.
بجانب الحرص على أذكار النوم، والتجاهل لهذه الظاهرة أيضا أريدك أن تمارس الرياضة بكثافة، وأن تطبق تمارين الاسترخاء حسب ما ورد في استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015).
وهنالك دواء بسيط جدا يعرف باسم (دوجماتيل)، ويسمى علميا (سلبرايد) يمكنك أن تتناول منه كبسولة واحدة ليلا، ساعتين قبل النوم، وقوة الكبسولة هي خمسون مليجراما، تناولها لمدة أسبوعين إلى ثلاثة، ثم توقف عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.